للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المساء. بل إنه حتى في رحلاته للعلاج بعد أن ظهرت عليه أعراض المرض كان يبحث في هذه الرحلات الأعمال الهندسية للجامعة مسرفا على نفسه في الجهد والحمل إلى أن توفاه الله.

محمُود نَصيف وَالخِدمَة العَامّة

ولم تقف جهود محمود نصيف رحمه الله على أعمال الجامعة ومشروعاتها ولكنه كان يندفع إلى بذل جهوده في كل عمل يحس فيه النفع العام ولقد علمت أنه ساعد على تصميم وإنشاء طابق جديد في المبنى الذى كان يشغله البنك الإسلامي بجدة أول تأسيسه وكان المبنى يضيق بمتطلبات البنك وأعماله فقام رحمه الله بعمل التصميم للطابق الجديد وأشرف على إنشائه بسرعة مزهلة. وأستطيع أن أقول إنى خبرت شيئا من هذا الاندفاع في الخدمة العامة لا في الجامعة وحدها أو في البنك الإسلامي وإنما في كل عمل نافع. فلقد وهب الرجل شبابه للخدمة العامة ولم يكن ينتظر الدعوة إلى العمل وإنما كان يقمم نفسه كما فعل في الجامعة والبنك الإسلامي وغيرهما من الأعمال.

ولا يظن ظان أن محمود نصيف كان يستغل مركزه الكبير في وزارة الدفاع لهذه الخدمة دون علم من رؤسائه فقد أخبرنى شخصيا أنه علم أن أحد الرجال المعروفين كان يفكر في إنشاء مسجد في مدينة أبحر لخلوها من المساجد فلم يكن منه إلا أن استأذن صاحب السمو الملكى الأمير سلطان وزير الدفاع والطيران في أن يقوم المكتب الهندسى لوزارة الدفاع بتصميم المشروع فوافق سموه على ذلك، وهكذا كان الرجل مبادرا إلى كل عمل نافع وكأنما قد سُخِّر لذلك تسخيرا، وبينما كان غيره يسخِّرُون عملهم ووظائفهم للنفع الشخصى وجر الغانم كان هو يسخر نفسه للخدمة العامة فكان بذلك مثالا فريدا قليل النظير.

<<  <  ج: ص:  >  >>