للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الحميد بدوي وهو طفل تعليمه التحضيري في المدينة المنورة، يقول الأستاذ/ محمد حسين زيدان عنه، قال الدكتور طه حسين وهو يقدمه حين اختياره عضوًا في مجمع اللغة العربية في مصر:

لقد حَفَّتْه بركة المدينة حيث أول ما فكَّ الحرف فيها (١).

[الداودية]

نسبة إلى داود باشا الوالي التركي الذي ثار على السلطان العثماني وأسس ملكًا في العراق، وصك عملة في أحد وجهيها - يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض - وقد انتصر السلطان على داود باشا وأسر ورحِّل إلى المدينة المنورة، فبستان الداودية خارج باب الشامي، كان باسمه، ويقول الأستاذ الزيدان: ولا أدري هل الداودية في مكة مثل الداودية بالمدينة أم هو داود آخر (٢).

أقول: الداودية في مكة - أو مدرسة الداودية بناها الملك المنصور عمر بن علي صاحب اليمن - بين مدرستي دار السلسلة وطاب الزمان - وكانت عمارتها في سنة ستمائة وإحدى وأربعين، وتعرف الآن بالداودية أوقفها الملك المنصور على الفقهاء الشافعية والمحدثين (٣).

الخديوي عباس يبتعث طلابًا من الحجاز إلى مصر:

ذكر الأستاذ/ محمد حسين زيدان أن الخديوي عباس حينما حضر إلى الحج سنة ١٣٢٨ هـ ابتعث من مكة عبد الرؤوف الصبان للدراسة في مصر، كما ابتعث من المدينة حسن ناصر بن دياب ناصر، وقال الزيدان تعليقًا على ذلك: كان يقلد السلطان عبد الحميد، يريد أن يجمع حوله رجالًا من هنا وهناك (٤).

[أوائل المبتعثين من الحجاز]

أما أوائل المبتعثين من الحجاز فققد كانوا في أواسط العشرينات في عهد الدولة العثمانية، أولهم جميل أحمد شقيق أحمد الفيض آبادي مؤسس مدرسة العلوم الشرعية بالمدينة، وحسين طه وأحمد أبو بكر حمد الله، ومحمد المغيربي وعبد القادر عبد الجواد (٥).

[طلب فصل المدينة عن مكة في العهد العثماني]

يقول الأستاذ/ محمد حسين زيدان ما ملخصه:

كانت المدينة المنورة تابعة لشريف مكة في العهد العثماني، فلما وصل قطار السكة الحديدية


(١) ذكريات العهود الثلاثة ص ٣٣.
(٢) ذكريات العهود الثلاثة ص ٣٣.
(٣) انظر ترجمة الشيخ عبد الله الغازي في القسم الخاص بالمدارس في هذا الكتاب.
(٤) ذكريات العهود الثلاثة ص ٣٨.
(٥) نفس المصدر ص ٣٨ وانظر ترجمة محمد المغيربي في الجزء الثالث من أعلام الحجاز ص.

<<  <  ج: ص:  >  >>