أحسَّ المرحوم محمود نصيف بأعراض الداء قبل فترة من الزمن ولكنه لم يسارع إلى العلاج كما كان الواجب بل كان يؤجل السفر للفحص والعلاج أسبوعا بعد أسبوع وشهرا بعد شهر حتى أصبحت الحمى لا تفارقه وكان مع ذاك منهمكا في أداء الأعمال التي كلف نفسه بها حتى ظهرت عليه العلَّة صفرة في الوجه ونحولًا في البدن فسافر إلى أمريكا ولم ينس أن يحضر أولا اجتماعا لبحث مخطط الجامعة العام في مدينة غير التي يقصدها للعلاج، ثم انتهى به المطاف إلى مدينة روشستر بولاية مينسوتا بأمريكا وقد اقتضى الأمر إجراء جراحة عاجلة له ولكن الداء كان قد استفحل وبقى في غرفة الانعاش وقتا غير عادى مما استدعى إرسال زوجه وأولاده إليه كما سارع بعض أفراد أسرته للسفر وهكذا أراد الله لهذه الروح أن تعود إلى بارئها مودعا هذه الحياة وهو في مطلع رجولته بمدينة روشستر بأمريكا بتاريخ ٢٩/ ١٢/ ٩٥ هـ وقد نقل جثمانه إلى جدة بعد ثلاثة أيام من وفاته فاستقبله أصدقاؤه الكثيرون وصلى عليه في جامع الملك سعود ودفن بمدينة جدة مسقط رأسه وقد نعته صحف المملكة جميعها واستمر الكتاب والشعراء في رثائه وتعداد مآثره وقتا طويلا، فلقد كان شابا نادر المثال تغمده الله برحمته الواسعة وأحسن جزاءه في دار الخلود ..