وذلك في عام ١٣٤٥ للهجرة وكانت أرض المسعى موحلة وكان هذا أول شارع تم رصفه في مكة المكرمة (١) وبهذه المناسبة فإن مساحة المسعى في ذلك العهد كما ذرعها المؤلف بلغت ثلاثمائة وأربع وتسعين مترا وخمسة وثلاثين سنتما.
هذه بعض الأوليات التي استخلصتها من الكتاب وهي في غاية الإيجاز، فمن أراد الاستزادة من هذا المنهل العذب فليرجع إلى هذا الكتاب الثمين ليجد فيه ما يشفى الغلة فالكتاب يتميز بالتفصيل الدقيق المستند إلى مصادر تاريخية كثيرة .. وقد ناقش المؤلف ما كتبه المؤرخون السابقون مناقشة العالم المتمكن من فنه وقام بعد ذلك بتحقيق بعض الأمور بنفسه مثل قيامه بذرع المسجد الحرام من جميع جوانبه وتفسير ما قد يكون ظاهرا من أسباب اختلاف المؤرخين في ذلك ونورد هنا على سبيل المثال بعض المعلومات التي أوردها المؤلف بالنسبة لذرع المسجد الحرام في اختصار شديد.
[مساحة المسجد الحرام]
١ - كانت مساحة المسجد الحرام بعد الزيادة الأولى التي أحدثها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لا تتجاوز حدود المقامات الأربعة وسنتحدث عن هذه المقامات بعد.
٢ - بلغت مساحة المسجد الحرام بعد الزيادة التي أحدثها عبد الله بن الزبير رضى الله تعالى عنه اثنين وثلاثين ألف وأربعمائة ذراع.
٣ - بلغت مساحة المسجد الحرام بعد زيادة الخليفة أبي جعفر المنصور ضعف ما كانت عليه مساحة المسجد بعد زيادة ابن الزبير والوليد بن عبد الملك - أما زيادة الوليد بن عبد الملك فقد كانت رواقا واحدا من الجهة الشرقية.
٤ - زادت مساحة المسجد الحرام بعد الزيادتين اللتين أدخلهما الخليفة المهدى