للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هدم الكعبة فبناها بنيانا لم يبن أحد ممن بناها قبله مثله وسقفها بخشب الدوم الجيد وبجريد النخيل. (١)

أقول وإذا صح ما ورد عن بناء قصي للكعبة فإن هذا البناء لم يتجاوز الحد الذى قام عليه بناء إبراهيم عليه السلام، وسنرى أن قريشا حينما قامت ببناء الكعبة إنها اعتمدت على بناء إبراهيم لها وزادت ارتفاعها تسعة أذرع حيث كان بناء إبراهيم يرتفع تسعة أذرع فرفعت قريش البناء تسعة أذرع أخرى فكان طوله في السماء ثمانية عشر ذراعا، واقتصروا من عرضها ستة أذرع وشبر لقصور النفقة لديهم وجعلوا مكانها الحجر - حجر إسماعيل عليه السلام بسكون الراء - ورفعوا بابها وجعلوا في داخلها ستة دعائم في صفين ثلاثة في كل صف من الشق الذى في الحجر إلى الشق اليماني وجعلوا في ركنها الشامي عند مدخلها درجة يصعد منها إلى أسطحها وجعلوه سطحا وجعلوا فيه ميزابا يصب في الحجر (٢).

[بناء قريش للكعبة]

أجمرت امرأة الكعبة فطارت شارة من مجمرها في ثياب الكعبة فاحترقت فتشاورت قريش في أمر هدمها وهابوه فقال الوليد وفى رواية أبو وهب بن عمرو بن عائد المخزومي وهو خال النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان شريفًا إن الله لا يهلك من يريد الإصلاح فارتقى على ظاهر البيت ومعه العباس فقال اللهم لا نريد إلا الإصلاح ثم هدم فلما رأوه سالما تابعوه.

قالوا وأقبلت سفينة من الروم حتى إذا كانوا قريبا من جده انكسرت فخرجت قريش لتأخذ خشبها فوجدوا الرومي الذى فيها نجارا وكان اسمه باقوم وكان يتجر إلى بندر وراء ساحل عدن فانكسرت سفينته بالشعيبة فقال لقريش أن أجريتم عيرى من عيركم إلى الشام أعطيتكم الخشب ففعلوا وقدموا به وبالخشب ليبنوا به


(١) "٤٧ تاريخ الكعبة المعظمة"
(٢) "٥٧ تاريخ الكعبة المعظمة"

<<  <  ج: ص:  >  >>