بعد صلاة المغرب فيصلون الصبح بجدة، وقد ركبت مرة في الساعة الثالثة من الليل سنة ١٣٨٢ هـ من مكة ودخلت جدة عند شروق الشمس صبيحة تلك الليلة .. انتهى.
أقول: إن ما ذكره العلامة الصديق الشيخ حمد الجاسر صحيح تمامًا، وقد أدركت الناس في أواخر العهد الهاشمي وأوائل العهد السعودي قبل أن يشيع استعمال السيارات يغادرون جدة قبيل الغروب ويصلون إلى مكة قبل شروق الشمس، وكانت في جدة قريبًا من باب مكة قهوة تسمى "قهوة الحصارة" وكان شيخ الحمّارة حسين ملوخية وكان يقوم بنقل البريد بين جدة ومكة وتوزيع البريد الوارد من مكة في مدينة جدة، وكان الناس في الأعراس يستوردون قلائد التفاح من مكة لتزين صدور العراق، وكان هذا التفاح صغير الحجم من زراعة الطائف، ويحفظ في مكة في الزمزميات وهي الأماكن التي يبرد فيها الزمزم قبل ظهور الثلج، لئلا يلحقه العطب، فإذا كانت ليلة العرس سلمت قلادة التفاح إلى الحمّار الذي يقوم تلك الليلة بنقل البريد إلى جدة ويوصى بالإسراع في السير حتى يصل في الوقت المناسب قبل طلوع الفجر، فإذا وصل كان أول ما يقصد هو بيت العرس فيسلم القلادة التي ينتظرها أهل العرس بفارغ الصبر، وينقدونه الإِكرامية لقاء إسراعه في السير وحضوره بها قبل الفجر.
[أسعار الحمير]
يقول الحضراري: وهم يتغالون في ثمن ما هذا صفته فيبلغ الحمار مائة دينار ذهبًا، ولقد رأيت حمارا عند فقيه الحنفية الشيخ الزنجبيلي