يا زمان الهوى وعهد التصابي … إنما أنت من شجون الشباب
ووقوع المشيب في الرأس واشٍ … في خلال الباب والأحباب
فسقى الجزع والكثيب وبانَ المنحنى … والعقيق ساري السحاب
ورعى الله معهدا راجعتنا … فيها أيامَ زينب والرَّباب
ودواعي الوصال وافرة الأسباب … إذ ذاك بالحسان الكعاب
من لِطاف الخُصور فُلج الثنايا … أعْيُنُ العين فتنة الألباب
غانيات الجمال كاملة الأوصاف … في الحسن واضعات النقاب
حبذا هُنَّ من مهًا وغصون … تتثنَّى في عبقري الثياب
بين بانِ النقاوما ضَمِن البان … بسفح النقا ونُزْل العباب
لا خلا سِرْبُها وحيَّاه منا … صيِّبُ الريح دائمُ التسكاب
تتوالى عهاده ويغاديه … نسيم الصبا بتلك الرحاب
ما بعثنا السلام يهدي إلى حضرة … يحيي البدين عالي الجناب
الأعز الأجل عندي قديم العهد … وُدًّا خلاصة الأصحاب
من أتانا منه على وفق ظن … الصدق وُدٌّ ينصُّه في كتاب
زاعمًا بالولاء منه ولا بأس … من ولاء أمرٍ مشاب
يا له من ولاء صدقٍ منوطٍ … بادِّعاءٍ في غاية الاضطراب
يقتضي الوفاء في دين مال … برئت منه ذمتي في الطلاب
وهو في ذمة الذي قد توفى … وقديمًا قد آذنت بخراب
فبأي الوجوه يا أيها الشيخ … تقاضيني بغير الصَّواب
أبمال رأيته فاضَ عندي … من تُراثِ أدركتُ أم باكتساب
كون أن الشريف يصبح بالمال … غنيا أمر عجيب العجاب
فدعاء الكفاف يأبى عليه … سعة الارتزاق من كل باب