للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأبيات التالية تصور اقتتال الأعراب مع بعضهم البعض:

وصال بنوا ردَّاد يوما على بني … عليٍّ فأدمى البعض بعضا وجوَّدا

وصرَّع ما بين الفريقين تسعة … وغُلِّبَ ردَّادُ اللعين وشرَّدا

وأجزر يوم السيح أصحاب طيبة … ثمانية منهم فكانوا لهم فدا

فتشاءم الأعراب من وجود هؤلاء الزوار بينهم:

وراحوا بنا مستشئمين وأجمعوا … على أمرهم أن يخرجونا ونطردا

فساروا بنا صبحا إلى نحو طيبة … نؤم بها خير الأنام محمدا

وقدامنا منهم كلاب وخلفنا … تحوم وتبغي نهبة وتصيدا

ولما وصلنا بعد طول مشقة … تشوه منا حالنا وتحرمدا (٢٨٣)

ونكتفي بهذا القدر فقد طال الاقتباس من هذه القصيدة العجيبة التي تصور حالة الأمن في طريق الحج والزيارة أصدق تصوير، وتصفه أبدع وصف في أسلوب هو السهل الممتع، وفي تفصيل دقيق ينقل إلى القارئ صور الأحداث والأشخاص وكأنها من تصاوير الأفلام السينمائية.

وهكذا نرى السيد جعفر البيتي يطالعنا بهذه الصور بعد مائتين وخمسين عاما، فينقل إلينا أحداث التاريخ مصورة أجمل تصوير.

ونكتفي بهذا القدر من الشعر السياسي - إذا صح هذا الوصف - لننتقل إلى فنون أخرى من شعر البيتي.

كتب شخص يدعى يحيى البدين كتابا إلى السيد جعفر البيتي يطالبه فيه بسداد دين له على أبيه فأجابه البيتي بالقصيدة التالية:


(٢٨٣) ديوان البيتي: ص ٥١، ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>