للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحين رأوا عين الدراهم وهْوَهُوا … وحنَّ حِوار القوم واستحكم الجدا

وشدُّوا على تلك الحمول ووجهوا … وجوه المطايا وهي تمشي تأوُّدا

وسار بها من لا يسير مشمِّرا … وغنَّى بها من لا يغنِّي مغرِّدا

ولما بدا وجه الحدائق أشرفوا … وأبرق من فيها علينا وأرعدا

والأبيات التالية تصور ما كان يحصل بين الأعراب في الطريق أجمل تصوير:

وجاء ابن سمري وابن سلمان مشعل … وسلمان شبَّ النار فينا وأوقدا

فقمنا جميعا نحو شاربه عسى … يعلِّقنا فيه فكشَّ وصدَّدا

وجاء بخيت بعد وابن حُوَيْضِرِ … ومَبْرَكُ مُنضمِّين في ضمن من عدا

وصالوا علينا بالبنادق كلهم … وصبيانهم شالوا عِصِيًّا وأعمدا

وجاءَ المهتدي حدْقُه فوق جفنه … تكدر منها ثم أصبح أرْمَدا

وشُجَّ بمشعاب على أمِّ رأسه … فكمدها بالنار فورا وضمَّدا

فصاح بخيت عند ذاك عليهم … وقال لهم وجهي وأرغي وأزيدا

وراح بنا للبيت ثم أضافنا … بفضلة لحم كان في الحجِّ قدَّدا

وذرَّ على الماء الهبيد ولتَّه … وودَّك من مُخِّ الجمال وسرهدا

ودشَّ لنا سمحًا وقال تسمَّحوا … ومن كان يختار الهبيد تهبَّدا

وأولغ في الماعون مَعنا ولتَّه … وثم تجشَّا في الأنا وتحمَّدا

ومال بباقي العظم في شق بيته … ومشمش يومًا كاملًا ثم ألبدا

وقمنا على ذاك المقام ثمانيا … نكابد أهوالا وهمًّا مسهدا

وقد حلَّقوا حول البلاد وطنَّبوا … ولم تر إلا مُحرقا أو مُهدِّدا

وآخر مقتولا وإلا مهشَّما … على الطرق مطروحا ونخلا مُجدَّدا

ولكنَّما الخذلان بادٍ عليهمو … ونرجوه أن يبقي دواما مؤبَّدا

<<  <  ج: ص:  >  >>