أروح بكم نحو العوالي وتنزلوا … ببيتي قريب النخل بيتًا موصَّدا
ونكرمكم باللحم والرز عندنا … وجرَّ العبا من صاحبي وتمَدَّدا
ونادي على أصحابه قال أقبلوا … وقال عيسى يا سيِّدي عندكم غدا؟
فقام سويدان إلى القدر مسرعا … وحطَّ على الماء الدقيق وصعَّدا
ومال على طست الحمار وأفرغ العصـ … ـيدة فيه ثم سَوَّى وأثردا
وقدَّمها فورا وقال تسمَّمُوا … عساها عليكم علَّة تحتوي وَدَا
فقالوا أجل لا أخلف الله عنكم … وشتَّت هذا الزاد عنكم وبدَّدا
وشمَّر كل منهمُ عن ذراعه … وأوْغل في بلع العصيد وأجهدا
وما زال يحشي كل ملعونَ كرشه … من الأكل حتى صار طَبْلًا مُشدَّدا
وعاد إلينا الطست وهو مخرَّقٌ … بما نال من أظفارهم وتكدَّدا
وقام بخيت يمسح الدُّهْن في العبا … ومال إلى ظلِّ الينا وتبرُّدا
وقال عسى غليون تنباك عندكم … عسى قهوة هاتوا وصاح وردَّدا
ولم يكتف بالأكل والكيف فبدأت المساومة:
وراغ على تلك الحمول وجَسّها … وأطرق يبغي غفلةً وتلدَّدا
وقال ترى يا مير سَلْمان إنني … أخاف عليكم في الطريق من الرَّدَا
ولكن عساني بالدراهم أقتفي … رحالا لكم من حرب عونا ومعضدا
فصاح المهيري واشتكى وبكى له … وأقسم إيمانًا وضجَّ وعربدا
وقال سويدان إليكمو فارهنوا … إزاري والعمامة والرِّدا
وقلت أنا هاكم حذاي وجزمتي … ...................
ولكنهم أصروا على النقود:
ولم يمشي إلا ما أرادوا وأخرجوا … لجينا من الصندوق نضًّا وعسجدا