المؤلفات التي سجلت بعض قصائد حمزة، وكان لاطلاعى على المجموعة المكتوبة بخط الشاعر أكبر الأثر في تشجيعى على إظهار ترجمته وهي تحمل صورة لا أقول كاملة ولكني أرجو أن تكون وافية بإذن الله.
وقبل كل هذا أود أن أذكر أن صديقنا الشيخ محمد نور جمجوم باحتفاظه بهذه الثروة الشعرية ومحافظته عليها طيلة هذه العقود من السنين قد أسدى يدا عظيمة للشعر في هذه البلاد سيذكرها له المعنيون بتاريخ الأدب والشعر وخاصة حينما يظهرها إلى النور مجموعة بين دفتي كتاب كبير بإذن الله، والآن فلنفتتح صفحات هذا الكتاب أو هذه المجموعة التي ستكون كتابا لنختار من هذه العقود الثمينة بعض اللآلئ التي نتحف بها القراء، من هذا الكنز المخبوء.
نظم حمزة في فنون الشعر المختلفة وأبدع فيها أيما إبداع، والقارئ لمجموعة أشعاره يخرج بانطباع يصورا الشاعر متشائما بالحياة، هازئا بما اصطلح الناس على الاحتفال به والتطلع إليه حتى ليذكرك بالمعرى.
ما أرى في البقاء إلا علالات خيال مآلها التنغيص
والردى صائد النفوس فما فر كناس منه ولم ينج عيص
فعلام العناء يضني المجدين ويصلاه طاعم وخميص
يا لها رحلة برانا بها الجهد ولكن قد عز فيها النكوص
هذه زفرة متشائمة يرى فيها الشاعر أن لا جدوى من السعي في هذه الحياة والعناء فيها فالردى بالمرصاد لم ينج منه كبير ولا صغير.
ولكن متى وصل الشاعر إلى هذا، أنه جدَّ وكافح فلم يصل به السعي إلى نيل ما يريد.