للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهم سعد جَدُّه فربح أرباحا عظيمة، وقد نشأت خسارة من خسر من علو ثمن الأقسام، ومن أنه كان سافر إلى بعض الجهات، وأنفق في رحلته تلك، وفي تلك الهدايا التي كان يأخذها لمريدي الحج النفقات الطائلة، ثم ظهر بعد ذلك أن كثيرا منهم لم يأت في القسم الذي اشتراه.

ولما رأى بعض المطوفين أن حجاج قسمه فقراء وما يدفعونه بخس، اشتد عليهم وأغلظ لهم القول، وحصل من جراء ذلك تشاحن وتسابٌّ بين الفريقين .. وكانت العادة المتبعة قبل هذا التقسيم أنه يجبى من كل مطوف للشريف ريال عن كل حاج ينزل عنده، وبالضرورة يأخذ المطوف من الحاج أمثال هذه الضريبة، ولو كان في فقر مدقع، وإن كانت لديه شفقة تجاوز عنه، وحصَّل أضعافه من الموسرين، والشريف لا يقيل أيّ مطوف من الضريبة مهما قدَّم من الأعذار، فإما أن يدفع، وأما أن يزج به في غيابة السجن، وكذلك نولِّي بعض الظالمين بعضًا بما كانوا يكسبون (٣٦٩).

ونقل الأستاذ السباعي في تاريخ مكة عن مرآة الحرمين أن جميل باشا جاء إلى مكة فأبطل تقسيم بلاد الجاوة، ثم عادت التقسيمات في عهد راتب باشا، ويقول: إن بعض الصحف الجاوية نشرت تنتقد أعمال عون وتتهم بعض موظفي قصره وتقول: (إن هذا البعض يعطي للأمير من الشاة أذنها وقد بنوا الدور والقصور) (٣٧٠).


(٣٦٩) "مرآة الحرمين" لإِبراهيم رفعت باشا (ج ١): ص ٦٣، ٦٤.
(٣٧٠) "تاريخ مكة" لأحمد السباعي: ص ٥٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>