للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرج أمتعة هذه البيوت وذهب بها إلى أسفل مكة، ومات فيه خلق كثير من مختلف طبقات الناس وصل تعدادهم كما يقول أحمد بن علان ألف إنسان من كبير وصغير وجليل وحقير، وبقى ماء السيل تلك الليلة بالمسجد الحرام إلى الصباح .. وفى عصر يوم الخميس عشرين من شعبان عام ١٠٣٩ هـ سقط الجدار الشامي للكعبة، كما سقط بعض جداريها الشرقي والغربي كما سقطت درجة السطح بعد ذلك، ذعر الناس لما حدث من سقوط جدار الكعبة وضجوا وارتاعت القلوب لهول ذلك. وكان أمير مكة الشريف مسعود بن إدريس بن حسن قد حضر إلى المسجد صباح الخميس، وأمر بفتح سراديب المياه الخاصة بالحرم مما يلي باب إبراهيم وبعد أن تم تصريف معظم المياه عاد إلى داره باجياد ولكنه ما لبث أن عاد إلى المسجد فزعا حينما علم بسقوط جدار الكعبة وحضر معه أشراف مكة وعلماؤها وسادن البيت الشيخ محمد بن أبي القاسم الشيبي.

أمر الشريف مسعود بإيقاد الشموع فأوقدت وأمر السادن بالدخول إلى الكعبة وإخراج القناديل الثمينة الخاصة بالكعبة، وكانت عشرين قنديلا من الذهب أحدها مرصع باللؤلؤ، كما أخرج الميزاب والمعادن الثمينة، وحفظت جميعها في دار سادن البيت بعد أن تم ضبطها.

وفى اليوم التالى وهو يوم الجمعة ٢١ شعبان ١٠٣٩ حضر أمير مكة الشريف مسعود إلى المسجد الحرام ومعه أشراف مكة وعلماؤها واعيانها وباشروا في تنظيف المطاف وما حوله فباشر الخطيب خطبة الجمعة وأقام صلاتها بالناس في موضع المطاف. وبعد الفراغ من الصلاة شرعوا في جمع الحجارة التي سقطت من الكعبة المشرفة فنقلوها من المطاف ووضعوها في أماكن قريبة حتى تكون في متناول اليد عند إعادة البناء.

كان الحجاز في ذلك العهد ضمن البلاد الإسلامية التابعة للخليفة العثمانى ولكنه كان مرتبطا في إدارته بمصر، وكان مقر الشرفاء أمراء مكة في مكة المكرمة، وكان مقر الولاة سواء أكان الوالي من قبل الخلافة العثمانى أو من قبل صاحب مصر

<<  <  ج: ص:  >  >>