للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبفضل الله تعالى نهضت الجماعات واستقلَّت ونمت الجماعات.

وكان للشيخ القزاز بعد الله ثم المسؤولين الغيورين على هذا الكيان كبير الفضل فمثلًا وقف للجماعة عمارة في الشامية وحوَّل حسابها للجماعة.

ومما ينبغي أن يذكر أن الشيخ القزاز مع فريق من الجماعة كانوا يصلون العشاء في رمضان، وينطلقون إلى مساجد مكة التي يؤم أبناء الجماعة فيها المساجد من أجل توجيههم ونصحهم وإعطائهم المكافآت.

كان رحمه الله حريصًا على تشجيع الشباب على حفظ القرآن والقراءة في كل المناسبات، فكان يتيح لهم الفرص في المواسم وفي افتتاح الندوات، بل كان يأخذ فريقًا على حساب الرابطة للحج كل ذلك احتفاءًا بِحَملة القرآن، وتشجيعًا للبراعم الصغيرة.

وبفضل الله تعالى ثم بفضل المنزلة التي يتمتع بها في قلوب الناس انهال الخير على جماعة التحفيظ في مكة فدعمته الحكومة، وقام بدوره بدعم الجماعات الأخرى فالمساعدة السنوية مستمرة، والملك خالد رحمه الله أعطى مبلغًا كبيرًا أقامت به عمارة مؤجرة للمالية تنتفع بها الجماعة ومدارسها للبنين والبنات التي تشتمل كل أحياء مكة المكرمة.

ويقول الدكتور باجودة:

في الحرم وحده ٤٥ مدرسة للبنين بين باب السلام وباب العمرة إضافة إلى معهد الأرقم ومقره الحرم أيضًا.

كان رحمه الله حريصًا على تخريج المدرسين المجودين فأقام معهد الأرقم بن أبي الأرقم وبه الآن أربعمائة طالب ولله الفضل والمنة، ومدارس البنات بلغ تعدادها أربعًا وعشرين مدرسة.

والحقيقة أن الشيخ القزاز يرحمه الله كان في السنوات الأخيرة شبه منقطع في منزله ولكنه كان في نفس الوقت يوجه نشاطه كله للجماعة، فكان يدير أمورها من منزله، ويعتبر كل صاحب مسألة أن الشيخ القزاز هو صاحبها لشدة حبه للجماعة والقرآن.

ثم يختم الدكتور باجودة حديثه قائلًا:

مرت سبعة وعشرون سنة على الجماعة، وحفظ بها حوالي ألف وخمسمائة شاب القرآن الكريم، وفي العام الماضي وحده كان عدد الحفاظ مائة وستين شابًا (١).

هذه شهادات الرجال الذين عملوا مع الشيخ صالح قزاز في المجالات المختلفة، شهاداتهم بعد أن فارق الرجل هذه الحياة الدنيا، وصار في رحاب الله تعالى نطقت بها ألسنتهم إبراءًا للذمة، وإظهارًا للفضل الذي كان صاحبه أزهد الناس في ذكره والإشارة إليه.


(١) جريدة عكاظ العدد ٨٢٥٠ في رجب ١٤٠٩ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>