ومما يدخل في هذا المعنى هذه النفثة التي صدرت من الشاعر في سنة ١٣٧٦ هـ.
إذا التمس المكروب تفريج كربة … من الناس لم أقصد سوى الله مرجعا
فحسبي به عونا وغوثا وعدة … وملتجأ في كل حين ومفزعا
كان الشاعر كما ذكرنا عضوا بمجلس الشورى بمكة المكرمة ممثلا لبلده المدينة المنورة وأدركه رمضان في أحد الأعوام وهو وحيد في غرفته بفندق التيسير، ولرمضان كما يعرف الناس فرحة عظيمة يتبادل فيها الناس التهاني ويجتمع فيه شمل الأسرة مهنئين مع إطلاق المدافع مؤذنة بحلول الشهر الكريم وتذكر الشاعر في هذه الساعة التي انطلقت فيها البشائر بدخول رمضان عام ١٣٧٢ هـ داره بالمدينة المنورة وأولاده وأهله وأحبابه تذكر المدينة بكل ما فيها وما له بين جوانبها من العواطف الجياشة بالحب والوفاء فأطلق هذه الزفرات:
رمضان جاء فكان مبعث بهجة … شاعت مظاهرها على السعداء
وتجاوبت فيه المشاعر غبطة … من كل منعطف وكل فناء
وتبادل الناس التهانى فرحة … والبشريات عزيزة الآلاء
أما أنا فلقد قبعت بغرفتي … في فندق التيسير بالبطحاء
أشكو نواي ووحدتي وسآمتي … وعصي آمالي ومعضل دائي
وفيها يقول:
قد كنت أضجر بالحياة وكنت في … بعض النعيم فكيف بالبأساء
أيام كان يحف بي ويحيطني … أهلي وكنافي حمى العذراء
وللشاعر مقطوعات تتكون من بيتين سماها المثنيات ونشرت في مجلة المنهل نقتطف منها النماذج الآتية وقد أشرنا إلى الأعداد التي نشرتها وتواريخها، أما