وللشاعر قصيدة أخرى نظمها في سنة ١٣٤٨ يتنبأ فيها بالنهضة العظيمة التي ستشهدها البلاد في مستقبل الأيام وقد جاء فيها:
بشرى فانا في بوادر نهضة … ستحول الصعب الجموح ذليلا
ولسوف نشأوا الطير في تحليقه … ونقيم من أسرابنا الاسطولا
ونشق ملتطم الخضم بوارجا … وبواخرًا ونجرُّ فيه ذيولا
ويصدُّ وجه الشمس منا جحفل … لجب تصمُّ به الفلاة صليلا
متدرب أن سأردكَّ مما لكا … واذل تيجانا وفل رعيلا
ويجوب أرجاء الجزيرة كلها … خط الحديد مهامها وتلولا
ويجلل الأرض اليفاع زراعة … فتفيض في عمالها التمويلا
ونعمم التعليم حتى لا نرى … في كل أنحاء البلاد جهولا
ونشيد دورا للصناعة جمة … شتى الشكول ونخرج البتر ولا
ونقيم فينا للصحافة منبرا … يضفي البيان على الشعوب سيولا
ونبث في كبرى العواصم كلها … وزراء لا يألوننا تثيلا
ونعيد للإسلام شرخ شبابه … ونفك للشرق الأسير كبولا
ونسابق الأيام في اقبالها … ونكون للآتين أفضل جيلا
وينمق التاريخ ذكر نهوضنا … غررا على صفحاته وحجولا
وكأني بالشاعر يرى بعين الغيب النهضة العظيمة التي تعيشها بلادنا العزيزة قبل أكثر من نصف قرن ولقد تحقق منها الكثير ونسأله. تعالى أن يرفع كابوس اليهود وأن يطهر المسجد الأقصى وديار فلسطين ولبنان منهم حتى تتحقق أمنية الشاعر كاملة.
فنعيد للإسلام شرخ شبابه … ونفك للشرق الأسير كبولا
ولقد مد الله في عمر الشاعر حتى رأى الكثير مما تنبأ به في سنة ١٣٤٨ هـ وقد تحقق أو بدأت بوادر تحقيقه في الظهور.