لباب البلد المسمى أحدهما: باب الفتوح وهو الأيمن، والآخر: باب النصر وهو الأيسر، وطولهما على وجه الأرض أيضا كذلك.
وأما البحريان فقد نزل بهم الغواصون في البحر اثنى عشر ذراعا، وحميع ما ذكر من الأذرعة فبذراع العمل وهو ذراع ونصف بذراع النجارى.
أقول: أثبتنا ما ذكره الحضراوي عن طول السور المحيط بجدة ليتبين حجم مدينة جدة التي أحاطها السور، وقد ذكر الحضراوي أنه ثلاثة آلاف ذراع بذراع العمل ومقاس الذراع هذا ذراعًا ونصف بذراع النجاري أو البخاري، ولا نعرف شيئًا عن ذراع النجاري، وأيا كان هذا الذراع فإن محيط المدينة كله لا يتجاوز الكيلو مترين إلى ثلاثة كيلو مترات.
وقد أدركت جدة وهي محاطة بالسور، وكنا نقطع المدينة من الشام إلى اليمن مشاة، وكان الناس يتنقلون في أنحائها دون مشقة أو تعب سيرًا على الأقدام، وقد أُزيل هذا السور في سنة ١٣٦٤ هـ بعد وصول الماء إلى جدة (١٦٠).
أما باب الفتوح وباب النصر اللذين ذكرهما المؤلف فقد أدركنا هذا الباب القبلي واسمه باب مكة وكانت عليه علامة الدولة الهاشمية وهي العمامة الحجازية والعلم الهاشمي، ويبدو أن الكردي أطلق على هذا الباب وهو فعلا باب كبير بجانبه بابان صغيران، أطلق عليهما اسم - الأبواب الشهيرة بمصر - باب الفتوح، وباب النصر ولا يزال اسم باب مكة يطلق على المنطقة التي كان فيها الباب بعد إزالته وإلى أيامنا هذه ..
(١٦٠) انظر تفصيل كل ما يتعلق بسور جدة في ملامح الحياة الاجتماعية في الحجاز: ص ٥٩ - ٦٢ للمؤلف.