للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بإمرته فنودى به أميرا لمكة وخطب باسمه على المنبر النبوي كما كتب إلى قبائل حرب وإلى شمال الحجاز وإلى اليمن والطائف بإمرته فأطاعوا. ولكن والي مكة الجديد بقي بجدة لأن الأمير الشريف سعيد ما زال بها.

ولم يرضخ الشريف سعيد للأمر الواقع فقابل الكيد بالكيد إذ استصدر فتوى شرعية من قاضى مكة المكرمة بإبطال البيعة للشريف عبد المحسن وبعزله هو وسليمان باشا من منصبيهما، ولكن سليمان باشا كان فيما يبدو قد استصدر أمرا سلطانيا بإطلاق يده في تولية إمارة مكة من يشاء وعزل من يشاء وكان قد أعذر إلى الشريف سعيد برسالته التي أرسلها إليه.

أبرز سليمان باشا الأوامر السلطانية بتفويضه في أمر ولاية إعارة مكة فلم يستطيع الشريف سعيد أن يفعل شيئا واضطر في نهاية الأمر إلى الخروج من مكة ليدخلها الشريف الجديد عبد المحسن بن أحمد بن زيد.

وكما ولي سليمان باشا الشريف عبد المحسن بن أحمد بن زيد فإنه قام بعزله عن منصب الأمارة وتولية الشريف عبد الكريم بن محمد بدلا منه، ويقول المؤلف أن الباشا شعر أن الشريف عبد المحسن يعمل على التخلص من نفوذ الباشا.

وعلى أى حال فإن هذه الوقائع تظهر قدرة هذا الوالى على السيطرة على حكام مكة من الأشراف واخضاعهم لنفوذه استنادا إلى ما بيده من تفويض من السلطان، وقد اقترنت ولاية سليمان باشا بالقضاء على تمرد المتمردين من الأشراف والبدو سواء بالحسنى كما رأينا في تأمينه طريق القوافل بين مكة وجدة وبالقوة حينما جرد حملة بحرية قوامها السفن الشراعية على الشريف عبد الله بن عبد الكريم الذى استولى على مدينة ينبع وكذلك حملة بحرية أخرى على الشريف سعد والد الشريف عبد الكريم الذى حاول انتزاع القنفذة بواسطة الأعراب في الجنوب ولكن الشريف سعيدا لم يهدأ بالا حتى استصدر أمرا من السلطان بإعادته إلى الإمارة مرة أخرى وفوجى سليمان باشا بأمر السلطان الذى رضخ له فبايع الشريف سعيدا بالإمارة وبذل الشريف سعيد لسليمان باشا الأمان ولكن هذا لم يلبث أن استصدر

<<  <  ج: ص:  >  >>