للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأكمام تسمى الفرجية ويعتم بعمامة من الشاش الأبيض على كفية هندية مصنوعة من القماش الحرير الملون ومبطنة بالخيزران اللطيف وتلف العمامة الشاش عليها لفا منتظما متراصا بعض الطيات على بعض وتسمى تلك اللفة بالمدرج (١) ثم يأتى المرقى إلى المدرسة المذكورة يحمل الطيلسان والعصا التي يعتنز عليها الخطيب حال صعوده المنبر، وهذه العصاة داخلها سلاح من نوع السلاح الأبيض رفيع السلة أشبه بسنان الرمح يسمى (بالغدارة) وهذا المرقي هو من ضمن المبلغين بالمسجد الحرام قد تخصص لهذه الوظيفة فيضع المرقي الطيلسان على رأس الخطيب فوق العمامة فيلتف به الخطيب ويخرج من المدرسة المذكورة ميممًا نحو المنبر، فإذا بلغ الحصوة الموالية لرواق المدرسة التي كان بها وجد هناك بيرقين من الحرير الأحمر، ونفرين من أغوات الحرم ونفرين من مشدية الحرم فإذا وصلوا إليهم ساروا جميعا أمام الخطيب يتقدمهم المرقي حامل عصا الخطيب، ثم يتبعه حاملا البيرقين ثم أغوات الحرم، ثم المشدية، ويسيرون على هذه الحالة إلى أن يصلوا المنبر فإذا وصلوه ركزت الرايتان على باب المنبر ووقف الأغوات عند باب المنبر أيضا ثم ترفع الستارة الخضراء المزركشة بأسلاك الفضة المموهة بالذهب الموضوعة على باب المنبر ويسلم المرقي العصا إلى الخطيب فيصعد الخطيب على درج المنبر وخلفه المرقي فإذا وصل الخطيب أعلى المنبر جلس على مسطبته وقام المرقي في وسط درج المنبر، وأذن أذان الجمعة الثانى تابعا في ذلك رئيس المبلغين من قبة زمزم، فإذا تم الأذان قام الخطيب وشرع في الخطبة الأولى فإذا أتمها جلس، فيقوم المرقي ويصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - رافعا بها صوته فمتى أتمها قام الخطيب وألقى الخطبة الثانية حتى إذا بلغ فيها ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - جهر المرقي بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم إذا بلغ الخطيب ذكر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جهر المرقي بالترضى عنهم فإذا ذكر الخطيب اسم الخليفة أو السلطان أو الملك جهر المرقي بالدعاء له بالنصر والظفر والتأييد، يقول المؤلف وكان من أدركتهم من سلاطيين آل عثمان هما


(١) هذا الوصف مطابق لوصف العمامة الحجازية انظر ما كتبناه عنها في فصل الملابس والأزياء في كتابنا ملامح الحياة الاجتماعية في الحجاز في القرن الرابع عشر للهجرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>