للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العصور فقد عمل وزير المقتدى العباسى منبرًا هائلًا استقام كما يقول المؤلف بألف دينار وبعثه إلى مكة ليخطب عليه باسم الخليفة المقتدى العباسى فمنع المصريون ذلك وأحرقوا المنبر ولم يبد أمير مكة محمد بن جعفر اعتراضا على ذلك وخطبوا للمستنصر العبيدى صاحب مصر وقد حذا ملوك مصر من الجراكسة لما اشتد ساعدهم حذو الخلفاء من بنى العباسى فأرسل الملك الأشرف في عام ٧٦٦ منبرا خطب له عليه كما أرسل الملك الظاهر برقوق منبرا في عام ٧٩٧ وكذلك فعل الملك المؤيد في موسم عام ٨١٨ يقول المؤلف فخطب عليه في سبع ذى الحجة وجرت الخطبة على المنبر الذى كان قبله وكان خطب على منبر الملك الأشرف واحدًا وثلاثين سنة.

يقول المؤلف لما أحرق المصريون المنبر الذى أرسله وزير الخليفة المقتدى العباسى وخطبوا للمستنصر العبيدى لم يبد أمير مكة محمد بن جعفر اعتراضا، وكان هذا الأمير هو أول من قطع الخطبة لملوك مصر وخطب لملوك بنى العباسى بعد أن قطعت الخطبة لهم نحو مائة سنة، وأبى أهل مصر الا أن تكون الخطبة للمستنصر العبيدى صاحب مصر فخطب له، ثم كان بعد ذلك يخطب حينا لبني العباس وحينا لملوك مصر، يقدم منهم من يجزل له العطاء.

وقد تتابع إرسال المنابر إلى مكة من مصر وكان يحرص مرسلوها على أن يخطب عليها في موسم الحج وقد استقر الأمر بالنسبة للمنابر بالمنبر الرخامى الذى بعث به السلطان العثمانى سليمان بن سليم في سنة ٩٦٦ وهذا المنبر تحفة معمارية فريدة وهو موجود حتى هذا اليوم بالمسجد الحرام وقد مضى على وجوده حتى الآن أربعمائة وستة وثلاثين عاما وقد خطب عليه للخلفاء العثمانيين وغيرهم على تتابع العصور إلى أن أبطلت حكومة الملك عبد العزيز رحمه الله الخطبة للملوك بأسمائهم وجعل الدعاء بنصر الإسلام والمسلمين وإعلاء كلمة الدين فسلم المسجد من ضوضاء السياسة ووعثاء الساسه فجزاه الله خير الجزاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>