للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كيف أمكن عمل الكسوة وإحضارها في عشرة أيام ولم يدر بخلد الصحافة المصرية أن الكسوة كانت موجودة بالمدينة المنورة من العهد التركى حيث قامت الحكومة التركية بصنع كسوة متقنة للكعبة ظنا منها أن الحكومة الإنجليزية ستمنع وصول الكسوة إلى الكعبة بعد دخول تركيا الحرب مع المانيا ضدها بعد إعلانها الحماية على مصر وأرسلت هذه الكسوة بالسكة الحديدية برا إلى المدينة المنورة ولكن الحكومة المصرية لم تمنع إرسال الكسوة المعتادة بل أرسلتها وكتبت عليها اسم السلطان حسين كامل سلطان مصر فاتفق الشريف الحسين مع الوالي التركي في مكة على نزع اسم السلطان حسين ووضع اسم السلطان محمد رشاد خان العثماني وقام آل الشيبي بهذا العمل وبقيت الكسوة التركية بالمدينة المنورة فقام الحسين بإحضارها بينما كان المصريون حائرين كيف استطاع معمل للنسيج في رابغ أن يصنع الكسوة في عشرة أيام بينما لا تستطيع مصانع أوروبا صنع ذلك في شهور، وكان مراسل رويتر في جدة قد أبرق بوصول الكسوة من ميناء رابغ. هذا وقد سارع الشريف الحسين بعمل الكسوة للكعبة الشريفة في العراق وجرى نسجها من القيلان وكسيت بها الكعبة في عام ١٣٤٢ لأن حكومة مصر امتنعت عن إرسالها، وفى عام ١٣٤٣ استولى جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود على مكة المكرمة واستمرت الحرب إلى منتصف جمادى الآخرة عام ١٣٤٤ فكسيت الكعبة بالكسوة المصنوعة من القيلان التي صنعها الشريف الحسين لها في عام ١٣٤٣ هـ.

وبعثت الحكومة المصرية الكسوة في عام ١٣٤٤ ولكن حدثت حادثة المحمل في موسم حج ذلك العام بمنى وكادت أن تكون معركة حربية بين الجنود المصريين وجموع الإخوان من أهل نجد الذين ثاروا لرؤية البدع ممثلة في المحمل المصرى والحجاج يتبركون به وبالجمل الذى يحمله الأمر الذى يعتبر مجافيا لصفاء العقيدة الإسلامية وسلامتها، وتطور الأمر إلى استعمال السلاح من قبل جنود المحمل المصرى والإخوان، وما أن علم الملك عبد العزيز رحمه الله بالأمر حتى سارع بنفسه

<<  <  ج: ص:  >  >>