للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣٢٠ كيلو مترًا عدا المساحة بين درعا وضبعا، وأخذ الحجاج يصلون إلى المدينة مستعملين سكة حديد الحجاز، وتحققت لهذا الخط نقلة تاريخية في سفر الحجاج إلى الحجاز.

استمر خط حديد الحجاز في العمل إلى أن أعلن الاتحاديون الدستور، وخلعوا السلطان عبد الحميد فتوقف النشاط في هذا المضمار، وحاول الاتحاديون استئناف العمل بإيصال الخط إلى جدة فمكة، ولكن التبرعات التي كانت تتدفق للمشروع ذهبت بها أعاصير السياسة كما يقول المؤلف.

أقول: جاءت الحرب العالمية الأولى وعمد الإنجليز إلى تخريب خطوط سكة حديد الحجاز بين المدينة والشام ليعطلوا على الأتراك الوسيلة الجيدة القوية لنقل معداتهم وجيوشهم، وكانت هناك فرقة في جيش الأمير فيصل بن الحسين يقودها الكولونيل لورنس تقوم بمهمة نسف خطوط سكة حديد الحجاز وتعطلها (٦٧).

يقول المؤلف: وعندما انتهت الحرب العالمية الأولى كان الخط قد تخرب كثير من أجزائه، وكان في استطاعة المسلمين أن يعيدوا إصلاحه، إلا أن البلاد التي كان يمر الخط في أرضها قد تقسمت إلى مناطق هيمن على بعضها الفرنسيون كما هيمن على بعضها الإنجليز، وبقى القسم الحجازي تحت سيطرة حكومة الشريف الحسين بن علي وأبت الدول الأجنبية أن تعترف بوقفية خط إسلامي يمر في أراضيها،


(٦٧) انظر ما كتبه لورنس في كتابه: أعمدة الحكمة السبعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>