واللغات الكثيرة وكان أصعب ما واجه المستعمرين في الهند هو الإسلام ممثلا في علماء المسلمين ومفكريهم.
وفى الوقت الذى نشط فيه الإنجليز في التبشير بالدين المسيحي بين الهنود كان الإسلام هو الشوكة التي تقف في حلوقهم، وكان علماء المسلمين هم العقبة الكأداء التي تتكسر عليها سهام كيدهم وشرورهم.
كان الإسلام بتعاليمه النقية السامية القائمة على صفاء العقيدة يجتذب القلوب ويدخل إلى نفوس الناس في يسر، وكانت العدالة الإسلامية بين الناس تعطي المثل الأفضل في مجتمع يقوم فيه نظام الطبقات الذى كان سائدا في الهند فيخلق الطبقة المقدسة ثم ينتهي بطبقة أخرى إلى حضيض الرجس والمهانة.
ولم يجد الإنجليز بدا من محاربة المسلمين في عقيدتهم فجردوا سيوف البغي ممثلة في إرساليات التبشير التي جندت لها الكنيسة أكبر شياطينها، فلم يكتفوا بمحاولة اجتذاب الوثنيين من السيخ إلى المسيحية ولكنهم أخذوا يهاجمون الإسلام ويشككون في صحة القرآن، وفى نبوة محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم، وكانت هذه الحملة المسعورة يقودها القسيسون فيعقدون الاجتماعات في الأماكن العامة حيث يبشرون بالمسيحية بعد أن يكونوا قد أوسعوا الإسلام تجريحا ونقدا وافتراء وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. وكان الحاكمون من الإنجليز يمهدون الطريق لهؤلاء المبشرين ويقفون بالمرصاد لكل من يتصدى لهم أو يعترض عليهم.
وكان المسلمون ينظرون إلى هذا البغي الذى تسانده الحراب الإنجليزية والكثير منهم يقف دون حراك إلا من الحسرة والعذاب، وكان الموقف يتطلب شجاعة منقطعة النظير تستهدف الوقوف في وجه هذا البغي بروح من الجهاد والاستشهاد وكان الموقف كذلك يتطلب الإعداد قبل مواجهة الأحداث.
ورأى الشيخ رحمة الله صاحب هذه الترجمة أن الواجب الديني يدعوه للجهاد في سبيل الله دفاعا عن عقيدة الإسلام وذودا عن كرامة خاتم المرسلين محمد بن