عبد الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين.
وقرر أن يبدأ أولا بدراسة المسيحية والاطلاع على الإنجيل أو على الأناجيل المختلفة ليكون على علم تام بما هو بسبيل الإقدام عليه. يقول فضيلة العلامة السيف أبو الحسن علي الحسني الندوى:
قام الشيخ رحمة الله وشمر عن ساق الجد والاجتهاد ونذر لله أن لا يهدأ حتى يدرس مصادر النصرانية ومراجعها دراسة عميقة دقيقة ويغوص فيها وينقب، وقد شحذ عزمه على ذلك قدوم القس الطائر الصيت فندر من انكلترا وقد قام بنشاط كبير وحماس زائد في مناظرة علماء الهند، وقد تحداهم تحديا سافرا وقام بجولة في مديريات الهند يخطب في المجامع ويدعوا إلى النصرانية وكانت المشكلة مشكلة اللغة، وكان الشيخ لا يعرف اللغة الإنجليزية وقد تخطى بحكم سنه المرحلة التي يستطيع فيها تعلم الإنجليزية، وكان فندر لا يعرف إلا اللغة الإنجليزية، وكان مشاركا في اللغة العربية والفارسية.
يقول السيد الندوى فأين القنطرة التي تصل بينهما وأين الرجل الذى يساعد الشيخ رحمة الله في الاطلاع على المصادر الأجنبية والوثائق المسيحية التاريخية؟ ويواصل السيد الندوى كلامه فيقول:
هنالك قيض الله مسلما غيورا - ولله جنود السموات والأرض - وهو الدكتور محمد وزير خان الأكبر آبادى، الذى سافر إلى لندن سنة ١٨٣٢ يدرس الطب الجديد وقد نال فيه شهادة عالية وأتقن اللغة الإنجليزية ودرس اللغة اليونانية، وعني بدراسة المسيحية من مصادرها الأصلية واقناء كتبها واستصحب هذه المكتبة الثمينة إلى الهند، فكان هذا الرجل عضد الشيخ الأيمن في هذا الجهاد العلمي الكبير الذى كان جهاد الساعة وواجب الوقت.
أكمل الشيخ رحمة الله مهمته في الدراسة وأخذ عدته وعتاده لخوض المعركة وقد استفحل أمر فندر الذى رأى الجوخاليا فازداد جرأة وتحديا، ورأى الشيخ أن السبيل الوحيد لإيقاف فندرهذا عند حده أن يتم الحوار معه في لقاء عام يحضره الخاصة