من أهل الرأي وأعيان البلاد وحكامها ليستمع الناس إلى ما يدور في هذا الحوار من الحجج التي تقرع الرأي بالرأي ليكون الناس على بينة في نهاية المطاف بالحقيقة التي ينجلى عنها صراع الرأى بين الرجلين.
وكان فندر قد ألف كتابا سماه ميزان الحق وترجمه إلى اللغة الفارسية وملأه بالأباطيل والضلالات التي تهاجم الإسلام ونبيه الكريم صلوات الله وسلامه عليه وأخذ يدل به بعد أن رأى أن الجو قد خلا أمامه من المعترضين المناقشين.
أعد الشيخ عتاده وأرسل إلى فندر يطلب منه الحضور للمحاورة في موعد ومكان يتفق عليهما، وتحداه أن يظهر أمام الجمهور من الناس بما فيهم علماء النصارى والمسلمون وكان شرط هذه المناظرة أنه إذا انتصر فيها القس فندر دخل الشيخ رحمة الله في دينه فأصبح مسيحيا، وإذا انتصر الشيخ رحمة الله دخل القس فندر في دينه فأصبح مسلما.
كان التحدى صارخا واستعان الشيخ على إتمام المناظرة بكل من توسم فيه القدرة على التأثير على فنذر هذا لإتمامها، ولم ير فندر بعد أن وصلت الأمور إلى هذا الحد من التحدى السافر بدًا من قبول المناظرة فقبلها راضيا أو كارها فالله أعلم بدخيلته، وأخيرا أبرم الأمر وتحدد عقد المناظرة في الحادى عشر من شهر رجب عام ١٢٧٠ هجرية الموافق للعاشر من ابريل سنة ١٨٥٤ للميلاد في مدينة أكبر آباد اكره احدى مديريات الولاية الشمالية الرئيسية واحد مجالات النشاط التبشيرى في الهند وفي حي من أحيائها يسمى حارة عبد المسيح.
بدأ الحفل في الموعد المعين وتجمع الناس فحضر ولاة المديرية من حكام وقضاة وبعض كبار رجال الجيش من الإنجليز كما حضر القس الشهير وليم كلين وعدد كبير من أعيان البلد ووجهائه كما حضر فريق كبير من أبناء البلاد من المسلمين والمسيحيين والسيخ.
وحضر الشيخ وإلى جانبه الدكتور محمد وزير خان يعاونه ويترجم له، وكان موضوع المناظرة والبحث قد تحدد في خمس نقاط: