للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ذكر الأستاذ السباعي قصة المضابط التي وقعها هؤلاء العُلماء الأجلاء بتوقيعاتهم وبعثوا بها إلى السلطان عبد الحميد فأعادها إلى الشريف عون ليطلع عليها، فانتقم لنفسه من أصحابها وعاقب بعضهم بالسجن والبعض الآخر بالنفى.

يقول السباعي: ويذكر بعضهم أن المضابط أعيدت إلى مكة تصحبها لجنة على رأسها أحمد راتب باشا للتحقيق في موضوعها، وأن عونا استطاع أن يكمسب وُدّ أحمد راتب باشا ويظفر بنتيجة التحقيق، وقد ظل راتب باشا في مكة على أثر ذلك يقوم بوظيفة الوالي بعد أن عزل جميل باشا.

أقول: والرواية الثانية تؤيد ما نقلناه آنفا على لسان الشيخ عبد الله سراج (٣٥٢).

ولقد انتهت النتيجة بهروب الشيخ عبد الرحمن سراج إلى مصر، وهروب الشيخ محمد عابد بن حسين مفتي المالكية إلى اليمن، أو نفيه إليها ثم رحل من اليمن إلى الخليج العربي متنقلا من إمارة إلى أخرى حتى استقر بمدينة دبي مدة طويلة ثم غلبه الحنين إلى مكة فعاد إليها متنكرا مع الحجاج، وبقى بها مختفيا إلى أن مات الشريف عون في عام ١٣١٣ هـ (٣٥٣)، أما السيد عبد الله الزواوي فقد هرب إلى جاوة واستقر بها.


(٣٥٢) "تاريخ مكة" لأحمد السباعي: ص ٥٥١، ٥٥٢.
(٣٥٣) انظر: ترجمة المذكور في "سير وتراجم" لعمر عبد الجبار: ص ١٥٢، ١٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>