للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من سنة ستمائة وثلاثين إلى وقتنا هذا، وعندهم مرسوم من أحد خلفاء العباسية ونائبه عليها من قبل سلاطين آل عثمان.

قال الشيخ خليفة بن فرج بن محمد الزمزمي البيضاوي في كتابه "نشر الآس في فضائل زمزم وسقاية العباس" ما يلي:

كانت زمزم ليس لها باب ولا غلق وإنما هي مفتوحة لمن دخل وورد إليها، ولذلك كان (١) أمر السقاية للجد بطريق النيابة عن الخلفاء العباسيين، فلما أن صار أمر البئر إلى الشيخ/ عبد السلام بن أبي بكر الزمزمي أنهى بمحضر إلى خليفة ذلك الزمن العباسي، بأن زمزم في أوقات الصلاة يكثر فيها الناس والازدحام، فيشوشون على الإمام والمصلين، وطالما دخلت الكلاب والبِسَسْ في الليل فيضجون فيها، وطلب أن يقام عليها باب يمنع ما ذكر، فأجابه إلى سؤاله وجَعل عليها بابا، ثم أنه لما صار أمر زمزم والسقاية إلى ذرية الشيخ/ عبد العزيز بن عبد السلام المذكور طلبوا من خليفة زمنهم المتوكل العباسي أن يجعلوا ضبة على باب زمزم يقفلونها في أوقات الصلوات وفي الليل وأن يكون المفتاح عند الأكبر منهم ثم من ذريتهم فأجابهم خليفة ذلك الزمان إلى ما طلبوا.

وقد أورد الشيخ الغازي نص المرسوم الصادر من الخليفة العباسي المتوكل على الله وفيه موافقة الخليفة على عمل باب لزمزم يقفل عليها منعًا لما فيه ضرر على المسلمين، وقد أصدر الخليفة مرسومًا آخر إلى أمير مكة المشرفة - الجناب العالي الأميري مغلباي - الأمير بمكة المشرفة، وناظر الحسبة الشريفة بما أجازه له الخليفة العباسي للشيخ/ سراج الدين عمر بن الشيخ عبد العزيز الزمزمي مفتي مكة المشرفة، والقائم عنا بخدمة زمزم الشريفة وسقاية جدنا العباس، وأجاز الخليفة في هذا المرسوم أن يعمل بيد الشيخ عمر مفتاح، ويقيموا من شاءوا من جهتهم من يتولى إغلاق الباب وفتحه وتاريخ هذا المرسوم العشرين من شوال سنة عشرين وثمانمائة … الخ (٢).

أقول: انتهت الخلافة العباسية ببغداد سنة ست وخمسين وستمائة للهجرة بمقتل الخليفة المستعصم بالله، وهو أبو أحمد عبد الله بن المستنصر العباسي، حينما دخل التتار بغداد وقتلوا خليفتها وأكثر أهلها بقيادة القائد التتري هولاكو (٣).

ثم انتقلت الخلافة إلى مصر بعد أن وصل إليها الخليفة العباسي أحمد بن الخليفة الظاهر الملقب بالمستنصر بالله سنة تسع وخمسين وستمائة. وبايعه بالخلافة الملك الظاهر بيبرس البندقداري من سلاطين المماليك سنة ثمان وخمسين وستمائة بعد انتصاره على التتار في عين


(١) الكلام غير واضح وقد تكون الجملة أمر السقاية للجد.
(٢) إفادة الأنام مجلد ١ ص ٥٦٢/ ٥٦٣.
(٣) البداية والنهاية ج ١٢ ص ٢٠٠/ ٢٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>