بالكهرباء ثم امتدت إلى شوارع أخرى، كما أنه أسس في هذا المبنى مصنعا للثلج وورشة كهربائية وكان الشيخ محمد صالح ابوزناده ينفذ هذه المشاريع بأيدى الايطاليين الذين هاجروا من أريتريا خلال الحرب العالمية الثانية إلى جدة واتصلت أسبابهم بأسبابه فاستفاد الرجل بفكره الثاقب من خبرتهم في تنفيذ الأعمال الجديدة التي أقدم عليها وقد استمرت كهرباء أبوزنادة في العمل إلى أن تأسست كهرباء جدة وحصلت على امتياز الإنارة في مدينة جدة كلها فاضطر الشيخ محمد صالح أبوزنادة إلى إيقاف العمل في الإنارة ويبدو أنه كذلك أوقف العمل في مصنع الثلج والورشة الكهربائية بعد ذلك، على أى حال أن إقامة مشروع للكهرباء ولو كان صغيرا يعتبر في ذلك الزمن مبادرة لها مدلولها فالبلد كانت محرومة من الإنارة الكهربائية وكان الإِقدام على مشروع كهذا له معوقاته الكثيرة وفى مقدمتها المعوقات الفنية أن صح هذا التعبير وكذلك المعوقات المالية فالتجار العاديون يرغبون في استثمار أموالهم في بضائع يقومون هم بتوريدها وبيعها، ويتركون المشاريع الصناعية كالإنارة وما شابهها للدولة أو للشركات التي تؤلفها الدولة وهكذا كان بالفعل فبالنسبة لكهرباء جدة فإن وزير المالية الشيخ عبد الله السليمان كلف شركة بكتل الامريكية بالقيام بالمشروع الابتدائى لكهرباء جدة ثم تحول إلى شركة مساهمة وتسلمه مجلس إدارة سعودى وبالنسبة لكهرباء مكة فحينما تقدم آل الجفالى إلى جلالة الملك عبد العزيز بطلب الامتياز للمشروع كان جلالته يشفق عليهم من تبعاته ومشاكله ولكنهم أقدموا عليه بحماس الشباب فكان لهم ما أرادوا .. أن الغرض من ذكر هذا كله أن الإقدام على مثل هذه الأعمال قبل أربعين عاما أو أكثر كان يدخل في باب المجازفات