للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السيد أحمد زيني دحلان يوما، ليخبره بما جَدَّ من أمور، كان القديس فندر الذى انهزم في المناظرة المشهورة على يد الشيخ في الهند قد وصل إلى القسطنطينية مبعوثا من الكنيسة المسيحية للتبشير بها هناك، ويأبى مركب النقص الذى وقع لديه بعد هزيمته في الهند إلا أن يظهر فقلب الحقائق، وتباهى بما فعل في الهند فقلب الحقائق وأشاع أن علماء المسلمين في الهند لم يستطيعوا الثبات أمام ما أورده من براهين وحجج على النسخ في القرآن وأنهم غلبوا على أمرهم فتحول الكثير من المسلمين إلى النصرانية وتحولت المساجد إلى كنائس والعياذ بالله وانتصرت النصرانية على الإسلام.

ولقد بلغ إلى مسامع السلطان عبد العزيز خان ما يروجه هذا القس الفاجر من الأكاذيب والأباطيل فأرسل رسالة عاجلة إلى والي مكة المكرمة الشريف عبد الله بن عون يطلب منه الاستفسار من الحجاج القادمين من الهند عن أحوال الهند والأحداث الخطيرة التي وقعت بها وخاصة ما تم في المناظرة بين الشيخ رحمت لله والقسيس فندر، وما أن تلقى والى مكة هذه الرسالة حتى اطلع عليها شيخ علماء مكة المكرمة وكان جوابه حاضرا أن الشيخ رحمت الله موجود عندنا في مكة المكرمة وله حلقة يلقي فيها الدروس على طلابه في المسجد الحرام واستقبل الشريف عبد الله بن عون بن عبد الله الشيخ رحمت الله وسمع منه قصته مع القسيس فندر مروية بلسانه وكتب إلى السلطان عبد العزيز بحقيقة الأمر فورد الأمر من السلطان بإرسال الشيخ إلى تركيا سريعا ضيفا خاصا للخليفة وكان ذلك في سنة ١٨٦٤ ميلادية، أكرم السلطان وفادة الشيخ رحمت الله كثيرا واستمع إلى قصته ودعى إلى اجتماع حافل حضره كبار رجال دولة الخلافة وعلماء الدين وكلف السلطان الشيخ رحمت الله بالحديث إلى الحاضرين عن أحوال الهند وعن المناظرة الدينية التي تمت بينهم وبين القسيس الكاذب فندروما تلاها من ثورة المسلمين في الهند والأحداث التي تلت ذلك حتى استقر المقام بالشيخ في رحاب البيت العتيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>