والجمود، وقد أخبرنى أنه كان من أصدقاء الشيخ محمد حسين نصيف وكان يقضى الأماسى في مجلسه بدار نصيف وكان هو والشيخ محمد حسين نصيف يتعرضون للمواكب الخاصة بمشايخ الطرق ومريديهم فيسفهون آراءهم ويحصبونهم بالحجارة وكان هذا في أواخر العهد العثمانى ثم في العهد الهاشمى لأن العهد السعودى قضى على كل هذه البدع والخرافات من اليوم الأول لتسلمه زمام الأمور وإنى لأذكر أنه كان في محلة المظلوم قرب سوق الجامع زاوية السيد البدوى وكانت تعلق فيها مسبحة من الخشب كبيرة، حجم حباتها مثل حجم البيضة وكان يدعى أنها السبحة التي كان يستعملها السيد البدوى للذكر، كما كان هناك جبة خضراء وعمامة عظيمة وغيرها وكنت وأنا صغير السن أتسلق الشباك لأرى المسبحة والعمامة وكان عقلى الصغير لا يسلم بصحة ما أرى لأن المبالغة فيها والتهويل واضحان بجلاء.
كما كان في حارة المظلوم زاوية أخرى للطريقة القادرية، وفى حارة الشام زاوية للطريفة الجيلانية وفى العيدروس قريبا من مستشفى جدة الحكومى العام زاوية العيدروس، وكانت الزوايا كثيرة والطرق عديدة وكانت لهم احتفالات كثيرة ومتعددة فهم يحتفلون مثلا بالمواسم التي اعتاد الناس الاحتفال بها في ذلك الزمان مثل ليلة النصف من شعبان وليلة القدر وغيرها وغيرها علاوة على أيام خاصة بالطرق نفسها وكانت لهذه الاحتفالات شنة ورنة تذبح فيها الذبائح ونمد فيها موائد الطعام الكثيرة وتوزع فيها الحلوى ويمارس فيها شيخ الطريقة وأتباعه أسلوب طريقتهم وتتخللها الأغانى التي ينشدها المنشدون وتسير فيها مواكب كبيرة يتقدمها شيخ الطريقة وأتباعه ويشترك فيها الدهماء والأطفال وهم يغنون ما يعتبرونه ذكرا وفى مثل هذه التجمعات قد يحدث من المساوئ ما يبرأ منه الذكر