جريدة البلاد السعودية سنة ١٣٧١ هـ، وقد لاقت هذه الدعوة استحسانًا عظيمًا وقبولًا من الناس، وافتتح التبرع لها معالي الشيخ/ محمد سرور الصبان، وتولى الأستاذ/ عبد الله عريف، التعريف بأغراض هذه الجمعية التي سميت هيئة صندوق البر في جريدة البلاد السعودية التي كان يتولى رئاسة تحريرها.
كانت أغراض الجمعية اجتماعية، هي مساعدة الفقراء والمعدمين وخاصة من الأرامل والأطفال على إيجاد السكن المناسب وتقديم العون المادي للأسر المحتاجة، وكانت دعوتها تقوم على حث الناس على التبرع لهذه الغاية بما يستطيعون، وحث الموظفين بصورة خاصة على تخصيص مبالغ شهرية من مرتباتهم لهذه الغاية، وتشكلت الهيئة من الأستاذ/ عبد الله عريف رئيسًا.
والأستاذ/ صالح جمال أمينًا عاما.
والأستاذ/ حامد مطاوع أمينًا للصندوق.
والأساتذة/ أحمد محمد جمال، وعمر عبد الجبار، وعبد العزيز ساب رحمهمُ الله، وعبد الرازق بليلة وعبد العزيز الرفاعي أعضاء.
واتخذت جمعية البر من جريدة البلاد مقرًا لها في محلة الشامية، وأقبل الناس عليها يمدونها بتبرعاتهم، وساهم الموظفون خاصة بمبالغ تقتطع من مرتباتهم الشهرية وأقامت النوادي الرياضية مباريات خصصت ريعها لصالح الجمعية وحينما أنشأت الدولة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووضعت الأنظمة للجمعيات الخيرية حصلت جمعية البر على تصريح لها بالعمل باسم جمعية البر بمكة المكرمة.
وأعطى الأستاذ/ صالح جمال الكثير من وقته وجهده للجمعية بعد أن أختير رئيسًا لها، واني أنقل هنا من آخر تقرير للجمعية نبذة عن أعمالها.
لقد بدأت الجمعية عملها في سنة ١٣٧٢ مقتصرة على تقديم مساعدات مالية للأسر الفقيرة، ثم تطورت أعمالها عندما نمت مواردها بأن أنشأت في فترة أزمة طاحنة في المساكن، أول مجمع خيري سكني في حي الزهراء يحتوي على ٤٥ وحدة سكنية، وأسمتها عمارة التوفيق، ثم أنشات مُجمَّعًا آخر بحي المعابدة بجوار مسجد الإجابة يضم خمسًا وأربعين وحدة سكنية أيضًا، وأطلقت عليه اسم عمارة السلامة.
وأخذت تتوالى إنشاء المجمعات السكنية على ضوء شدة الطلب، وتزاحم المحتاجين إليها، فأنشأت المجمع الثالث بالمسفلة عمارة الفوز، والجمع الرابع بجرول "عمارة الأمل" والمجمع الخامس بالتيسير "عمارة التيسير" والمجمع السادس "عمارة السعد" بالنزهة والمجمع السابع "عمارة الصلاح" بالهنداوية، والمجمع الثامن بالمسفلة وبه ثلاث وعشرون وحدة سكنية.
وتبرع لها المرحوم الشيخ/ يوسف زمزمي بعمارة الزاهر بالزهراء، والشيخ محمد سعيد