للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المداح بعمارة الرصيفة بالرصيفة، وهاتان العمارتان خاصتان بالنساء، والأستاذ/ عابد عجيمي بعمارة العوالي بالعوالي، وعمارة جبل دفان.

فأصبح للجمعية بذلك عشر مجمعات سكنية تتكون من ثلاث عشرة عمارة مبنية على أحدث طراز معماري تشغلها ٢٧٨ عائلة، وتتولى الجمعية إدارتها ونظافتها وحراستها وصيانتها.

وقامت الجمعية بمساعدة الشباب الراغبين في الزواج والذين عجزوا عن إيجاد السكن المناسب لظروفهم المالية، قامت الجمعية بتقديم فرش شقة كاملة لكل عريس يثبت حاجته للمساعدة بعد بحث حالته، والاطلاع على عقد النكاح، وعقد استئجار الشقة وقد تقدم لها حتى الآن "كما يقول تقرير الجمعية السنوي" عدد من الشباب، وجرى بحث حالاتهم كما تم فرش المساكن لهم.

وقد زاد عدد المتقدمين للزواج عن الثمانين.

إلى جانب هذه الأعمال العظيمة، وفي مقدمتها المساعدات العينية من الأرزاق والمساعدات النقدية إلى آلاف الأسر الفقيرة بمكة، وفي آخر إحصاء لهذه الأسر بلغ تعدادها ثمانية آلاف وخمسمائة عائلة (١).

هذه الأعمال العظيمة التي قامت وتقوم بها جمعية البر بمكة المكرمة، والمؤلفة من رجال أفاضل من أهل البلد الأمين الذين ساهموا بأموالهم ومجهوداتهم في أعمالها، واستقبلوا التبرعات لها من المحسنين، وواصلوا العمل عامًا بعد عام حتى أصبحت الجمعية مثالًا يحتذى في العمل الطيب وتنميته والاستمرار فيه.

كان المرحوم الشيخ/ صالح جمال هو أول من أطلق الدعوة لها وواكب أعمالها أربعين سنة منذ بدء وجودها في سنة ١٣٧٢ إلى أن توفاه الله وهو يتولى رئاستها عام ١٤١١ هـ.

بدأت الجمعية نبتة صغيرة في باطن الأرض، ثم نمت حتى صارت شجرة عظيمة يانعة الثمر قوية الجذور، وامتدت حتى أصبحت حديقة عظيمة تمتد ظلالها في أحياء مكة، ويصل خيرها إلى بيوت آلاف الأسر في البلد الحرام.

ولم يقتصر عمل صالح جمال على جمعية البر وحدها، فقد شارك في مجالات كثيرة من مجالات العمل الاجتماعي في مكة المكرمة، كان رئيسًا للغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة وكان رئيسًا لمؤسسة مطوفي العرب، وكان رئيسًا للمجلس البلدي وكان عضوًا في هيئات كثيرة لا مجال لتعدادها، والى جانب هذا كله كان يدير أعماله الخاصة في مطابع ومكتبات الثقافة وكان يشارك في المناسبات الاجتماعية الكثيرة، يشارك الناس أفراحهم وأحزانهم، ولست أدري كيف كان يوزع أوقاته بين كل هذه الأعمال والواجبات التي أكسبته محبة الناس، وثقتهم، وقد تجلَّت منزلته في قلوب الناس يوم وفاته، وما تلاها من أيام.


(١) التقرير السنوي لجمعية البر بمكة المكرمة لعام ١٤١٢، ١٤١٣ هـ ص ٧/ ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>