ومنها:
تحية الباكي على ما مضى … والهازئ الكافر بالحاضر
تؤوده أعباء إحساسه … مما يرى في كونه السادر
من صور العيش وأسراره … أعيت على القائف والزاجر
مكرورة في أبد آبد … مطوية في لجه الزاخر
من أين؟ لا تدرى وحتى متى؟ … وأين مرسى فلكها الحائر
ما هي؟ ما الغاية من قذفها … على متون الثبج الثائر
ومنها:
تحية المفجوع في قلبه … وفكره وحظه العاثر
عاف الهوى والحسن مذ جافيا … إيمانه بالخلق الطاهر
وجانب الناس لما هاله … من شبه الفاضل بالفاجر
ويقول أخيرا
تحية الشاكي إلى مثله … والساهر المكدود للساهر
عاشا على ضنك سواء فما … هانا لمستعل ولا هاجر
حالاهما حال على سوئها … خليقة بالفخر من فاخر
وحلقا في الجو لم يعبآ … بجارح ينقض أو كاسر
ونكتفي بما أوردناه من هذه الصور المتشائمة لننتقل إلى صور أكثر إشراقا وأوفر بهجة تتجلى في شعره الغزلى الرائع.
يقول في قصيدة بعنوان نفيسه وهي من شعره في المهجر - في مصر -:
الهمت والحب وحمي يوم لقياك … رسالة الحسن فاضت من محياك
من أين يا أفقي السامي طلعت بها … حقيقة ما اجتلاها النور لولاك