للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا حبيبي يا ملتقى السحر والفتنة … يا غالبي على أمر نفسي

لم كانت ولا أسومك لوما … قسمتي في هواك قسمة وكسى

الانى آثرت في حبك القاهر … عزى ذهبت تطلب تعسى

ثم يتساءل:

لم أهواك؟ أيها المفعم النفس شجونا وحيرة وشقاء

الحسن؟ فالحسن في البدر والزهرة أندى وقعا وأضفى رواء

أم لمعنى شفت مفاتنك العذبة عنه فكاد أن يتراءى

فالمعاني في الكون ليست على الإنسان وقفا إلا هوى ودعاء

ومنها:

فتراها في قطعة الأرض والصخرة شعرا لم يبله الترديد

وتراها في نامة الظبي للظبية سحرا يبدى وحبا يعيد

وتراها فيما ترى من جميل … وقبيح وهين وعظيم

صورا حية يناجيك منها … ألف وجه من كالح ووسيم

كل وجه دنيا بتاريخه النابض … تصبي بحادث وقديم

وفضاء لا يعرف الحد والقيد … ولا وغرة الضنى والسهوم

ومنها:

أتراني أهواك حقا؟ فما فيك لمثلي معنى يمازج حسي

أم تراني اهواك زورا؟ فلم يصبح قلبي على هواك ويمسى

أم تراني أحب فيك وما أشعر نفسي وأنت عندى نفسي

لأنا منك في سبيل من الحيرة … تضني عقلي وتثقل حدسي

والقصيدة طويلة في أكثر من ستين بيتا وهي حافلة بهذه المعاني التي يتساءل فيها الشاعر لم يهوى حبيبه ويدفعه هذا التساؤل إلى الشك ولكن الإحساس الذى

<<  <  ج: ص:  >  >>