للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعانيه يرده إلى دنيا الواقع وبين هذا الشك وتساؤلاته، والواقع وإحساساته تتجلى هذه الروائع التي أبدعها الشاعر فنا معجبا وشعرا مطربا يشرق فيه الفكر، كما تشرق فيه العاطفة أيما إشراق.

وما دمنا نتحدث عن علاقة القنديل بحمزة وهما صديقان حميمان جمعت بينهما الصداقة في آواخر الأربعينات فهناك قصيدة أخرى لحمزة أو على الأصح قصيدة للقنديل أوحت إلى حمزة بنظم قصيدة من أجمل قصائده، هذه القصيدة هي قصيدة جدة وهي من مشهور شعر حمزة، وقد سجلت بعض أبياتها في نصب في مغنى الكورنيش على ساحل البحر الأحمر في جدة.

أما قصيدة قنديل فقد نشرت كذلك في صوت الحجاز وأعجب بها حمزة فكانت سببا في إظهار رائعته الشهيرة عن جدة. وقصيدة قنديل مطلعها:

لك يا جدة الحبيبة في القلب مكان محبب مألوف

طار فيه صدى الجديدين بالأمس وما زالت الحياة تطوف

أما قصيدة حمزة فمطلعها:

النهى بين شاطئيك غريق … والهوى فيك حالم ما يفيق

ورؤى الحب في رحابك شتى … يستفزُّ الأسير منها الطليق

ومعانيك في النفوس الصديَّات … إلى ريِّها المنيع رحيق

سحرته مشابه منك للخلد … ومعنى من حسنه مسروق

كم يكرَّ الزمان متئد الخطو … وغصن الصبا عليك وريق

هذا وإني لأخشى أن الاقتباس هنا يفسد تسلسل المعنى فالقصيدة وحدة كاملة مترابطة الأجزاء ولوتركت لنفسي لأثبتها كاملة ولست أقصد لهذا وإنما أنا أرمي إلى إعطاء القارئ صورة مصغرة عنها فليرجع إليها كاملة من أراد الاستمتاع حقا بما فيها من المعاني والصور الرائعة.

ومنها

أنت دنياي رفافة بمنى الروح … وكونٌ بالمعجزات نطوق

<<  <  ج: ص:  >  >>