المنورة ويتولى هؤلاء الادلاء إنزال القادمين من الزوار في بيوتهم وإطعامهم والعناية بهم بدءًا من وصولهم إلى المدينة إلى حين ارتحالهم عنها، وكان الناس في الحجاز يسمون هؤلاء الأدلاء المزورين نسبة إلى الزيارة، وكانت معظم الأسر في مكة وجدة لهم أدلاء معينون تستمر الصلة بهم وتتوارث جيلا بعد جيل.
كان هذا في العهد الماضي قبل أن يسهل الاتصال بين مدن الحجاز وبين بعضها ثم بدأ العهد الفندقي في المدينة المنورة كما ذكرنا بافتتاح فندق التيسير في نفس مبنى الفندق الذى أسسه السيد عبد الله مدنى ثم أقدم الناس على افتتاح الفنادق الكثيرة في العقود التالية حتى أصبحت المنطقة المحيطة بالمسجد النبوى الشريف مكتظة بالفنادق على اختلاف أنواعها ودرجاتها، ونعود بعد هذا الاستطراد إلى صاحب الترجمة فنقول:
تلقى السيد عبيد مدني دراسته الابتدائية حينما يقع في المدرسة الفيصلية الهاشمية وحصل على شهادتها ثم التحق بالمدرسة الراقية التي افتتحت في العهد الهاشمي لينتقل إليها الطلاب الحاصلون على الشهادة الابتدائية كمرحلة ثانية في الدارسة ولكن هذه المدرسة الراقية لم يطل بقاؤها إذا لم يطل عمرها أكثر من بضعة شهور، ولقد كان في مكة المكرمة في العهد الهاشمي كذلك مدرسة تحمل هذا الاسم ويبدو أنها كانت أحسن حظا وأطول عمرا من شقيقتها الصغرى في بالمدينة المنورة.
انتقل السيد عبيد بعد ذلك إلى الدراسة في السجد النبوى الشريف في حلقة الشيخ محمد الطيب بن إسحق الأنصاري في عام ١٣٣٧ للهجرة وهو في الرابعة عشرة من العمر وكان الشيخ محمد الطيب الأنصاري يلقى الدروس المعتادة في المسجد النبوي الشريف في العلوم الدينية بما تستلزمه هذه الدراسة من علوم النحو واللغة، وكان الرجل إلى جانب تضلعه في علوم الدين واسع الاطلاع على روائع الشعر والأدب، فإذا لمس من بعض طلابه الميل القوي إلى الأدب أو البحث أخذ بيده لتنمية هذه الملكة فيه، وقد حدثنى المرحوم الشيخ ضياء الدين رجب وكان من