للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتب الموسوعية عن الكعبة المعظمة والمسجد الحرام - باستثناء الحوادث السياسية التي حدثت في مكة فقد تعمد عدم الحديث عنها (١).

أقول: وصف الشيخ طاهر حجر المقام بعد أن استاذن من الأمير سعود بن عبد العزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية وملك المملكة العربية السعودية فيما بعد في فتح المقام لمعاينة حجر المقام والكتابة عنه كتابة مشاهد رأى بعينه، وتمت هذه المعاينة في السابع من شهر شعبان عام ألف وثلاثمائة وسبع وستين، وقد كتب عنها الشيخ طاهر كتابة وافية في الجزء الرابع من كتابه التاريخ القويم، ونورد هنا وصف حجر المقام كما شاهده الشيخ طاهر الكردي يقول: وجدنا حجر مقام إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام مثبتا فوق قاعدة صغيرة من الرخام المرمر بقدر قياس نفس المقام الشريف طولا وعرضا، وأما ارتفاعها فثلاثة عشر سنتمتر وقد استمسك المقام بهذه القاعدة بواسطة الفضة التي تحيط بنفس المقام مع جزء من هذه القاعدة حتى صار المقام ثابتا فيها ثبوتا قويا بحيث لا يمكن تحريكه قط.

ثم أن هذه القاعدة الصغيرة مثبتة ثبوتا محكما في وسط قاعدة كبيرة من الرخام المرمر أيضا تشبه البركة طول ضلعها من جميع الجهات مترا واحدا، وارتفاعها من الأرض ستة وثلاثون سنتمترا ولون الرخامين أبيض.

ويحيط بهذه القاعدة الكبيرة صندوق من الخشب كهيئة الهرم الرباعى، ارتفاعه نحو القامة وليس به منافذ مطلقا سوى الباب الذي يرى منه المقام الكريم، وهو في الجهة الشرقية.

وهذا الصندوق ملبَّس كله من الظاهر بصفائح الفضة مكتوب عليه من الجهة الشرقية فقط ما يأتي:

"بسم الله الرحمن الرحيم وبه الهداية، أن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين، فيه آيات بيّنات مقام إبراهيم، ومن دخله كان آمنا، ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا.

كتبه الحافظ إسماعيل الزهدي وادرنوي خوجة، كتبه عام ألف ومائتين وثمان وعشرين.

وباب الصندوق مصفح من الظاهر بالفضة أيضا، وقد كتبت عليه هذه العبارة صاحب الخيرات والحسنات، سلطان البرين، وفاتح الحرمين الغازي السلطان محمود خان بن عبد الحميد خان، دام ملكه سنة ألف ومائتين وثمان وعشرين.

ويقول الشيح طاهر الكردي: والذي يظهر لنا من هذه العبارة أن الذي أمر بتلبيس هذا الصندوق بصفائح الفضة هو السلطان محمود خان المذكور، وأما الصندوق من الداخل فهو خشب عادي بلونه الطبيعي لا أثر فيه لكتابة أو نقش، وهذا الصندوق مغطى كله من قمته إلى الأرض بكسوة من الحرير مكتوب فيها بعض آيات قرآنية كتبها مؤلف هذا الكتاب - طاهر الكردي - سنة ألف وثلاثمائة وثمان وأربعين، وصنعت بدار الكسوة بمكة المشرفة في السنة


(١) انظر ما كتبناه عن هذا الموضوع في ترجمة الشيخ طاهر الكردي في الجزء الثاني من أعلام الحجاز ص ٣١٦/ ٣٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>