للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعد أن يطمئن الشاعر إلى أن حكم هذه الدنيا العريضة قد أصبح إليه، أخذ يقسّم الولايات بين أصدقائه وذويه:

قلت ذاك الصديق أعطيه صنعًا … في بني حميْرِ الكرام الأجِلّا

وعلى فارس صديقٌ وَأَرْضُ الروم ثانِ … والهند أُولِيه خلا

حاصل الأمر أن كل محب … لي على حظه يتولى

وبما أن هذه الولاية العظيمة تقتضي ما يصلح لها من الخدم والأعوان فقد اقترض البيتي ألفي دينار:

واشترينا خمسين عبدًا خصينا … منهمو نصف ذاك إلا أقلا

واستعرنا لهم ثلاثين قاووقا … على رأسهم وللرجل نعلا

ثم اشترى لهم الدواب:

كل شخص منكم حمار ينقي … ثم شيخ العبيد يركب بغلا

وخذوا ذا السلاح سيفًا ورمحًا … ودروعا تسمو وقوسًا ونبلا

ثم قال للعبيد:

واعرضوا نفسكم عليَّ فإني … أشتهي العبد في السلاح المُحَلَّا

واقعدوا عند بابنا ثم قولوا … يوم تأتي الحمول أهلا وسهلا

وبعد أن يمهد الشاعر لاستقبال الهدايا بكل هذه الصور الرائعة، ثم تبطئ في وصولها يلجأ إلى ضرب الرمل والمندل وصنوف الشعوذة، يتنبأ بها عن الهدايا التي أبطأ وصولها، ثم يتبيَّن في نهاية الأمر أنه كان يعيش منذ عامين في أحلام الوعود الكاذبة فيشبه حال السيوري بحال المعيدي:

<<  <  ج: ص:  >  >>