وكما يبشر الجيران والأهل بالكساوي والخلع فهو يبشرهم بالضيافة التي تتكون من:
اللحم إلى الرز … إلى السمن إلى البقل
ولا يكتفى بذلك فهناك العطايا من النقود:
وأما النقد والحاضر … عامودي وفندقلي
ومن يطلب زنجرناه … إن شاء بزنجرلي
ولعل خبيرا في النقود والمسكوكات يلقي الضوء على النقد العامودي، والفندقلي، والزنجرلي الذي جاء في البيتين، وبعد العطايا والهبات يستعد البيتي للجلوس في هذا المجلس الحافل الذي تتغنى الركبان بجود صاحبه وشجاعته، ثم يلبس البيتي أجمل ما لديه من لباس استعدادا لاستقبال الهدايا القادمة، وينظر بعين الخيال فإذا السكر المكرر قد تسطر، وإذا البز المخزوم، ولطايف الملبوس والمشموم.
ويمعن البيتي في خيالاته بل وفي سخريته اللاذعة فيتصور أنه تلقى كتابًا بالولاية على اليمن والشام (ولم أجد العهد على الصين ولا فارس وقزوين وأرض الدروب وفلسطين) فعجب أن تسلخ هذه البلاد من ولايته فيبحث في الجراب فيجد ماذا؟
"وإذا كتابان، قد كتبا بالزعفران، وضُمِّخا بالعبير ولفَّاتِ الحرير، وفي الأول ملك خراسان، وتقليد الشِّحر وعُمان"(إلى إقليم السودان، وما وراء النهر وعبادان، وإليه جزيرة العرب، وغوطة دمشق وحلب).