وخذ بإيوان كسرى والخورنق … والقصر المشيد وملك الشام واليمن
وأعقد لي التاج زعمًا منك واجعلني … على طوائف ذي القرنين في المدن
وقل وهبتك ما في الأرض نِعَمٍ … باللحم والجلد والأصواف واللبن
ولا تكن خشية الإِنفاق مقتصرًا … ما دام كنزك من وعدٍ وبتَّ غني
ثم يقول:
الله وعدك مذ عامين أنشدني … أنا المعيدي فاسمع بي ولا ترني
خذ من علومي ولا تركن إلى عملي … ولا يغرُّكُ مني خُضْرَةُ الدَّمَن
فقلت أَجْرَي عند الله أطلبه … حولين يا وَعْدُ تسقيني وتطعمني
من العجائب أبديت الشجاعة في … وعدي وعدت أكلت الخبز بالجُبُن
مبالغات من الأقوال نسمعها … لو كُنَّ في البحر ريحًا طرن بالسفن
يا ذا الذي جاد في الأحلام لي كرمًا … يهنيك إني قد استغنيت من أذني
فلا تكن تقطع التسويف عني في … كتاب ودّك لي في لفظك الحسن
حتى أفوز بملك الأرض منك ولا … أرضى بأني في غمدانَ ذو يزن
وخذ ثوابك وعدًا مثل وعدك لي … هذا بذاك ولا عتب على الزمن (٣٠٤)
والمتأمل في سخرية البيتي يرى أنها تقدم معرضًا من الصور ترسمها ريشة فنان بارع، وتوشيها خيالات شاعر مبدع يبدأ بتهيئة نفسه الاستقبال الهدية التي بُشِّر بها فقام يهيئ نفسه لذلك بإعداد الأماكن التي ستنزل بها حمول الهدايا، وتنظيف المواعين التي ستوضع فيها ثم قام يبشر جيرانه بما سينالهم من هذا الخير القادم عليهم، فتخلع عليهم الكساوى الكاملة من الفروة للجوخة للعِمَّة للنَّعْلِ.
(٣٠٤) ديوان البيتي: ص ٣٩ - ٤٠.