للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم إني أفكرت إن أصبح الخير … علينا ماذا تقدم فعلا

قلت حط القماش والبز في المجلـ … ـس واجعل باقي التفاريق سفلا

هذه صُفَّةٌ نحطّ عليها المسك أم … هذه بذلك أولى

هذه للزبار تحمل قرنـ … ـا هذه يا فلان تأكل رطلا (٣٠٢)

ثم يتساءل البيتي بعد كل هذا:

يا ترى تحمل المخازن عشرا … من هدايا فضل السيوري أم لا؟

ثم يضرب المندل الذي يستحضر به الجان ليخبروه عن هذه الهدايا التي يحملها السيوري إليه، ولا يكتفي بذلك فيضرب ما يراه في الرمل، وما ينبئه به المندل مستنبئًا (٣٠٣).

وبعد أن يصف ما يراه في الرمل، وما ينبئه به المندل يخاطب السيوري قائلًا:

يا ذا الذي وعد المعروف ثم مضى … لذاك عمر الأماني والزمان فني

ومن على مذهب الحسبان ملَّكَنا … كنوز قارون من مصر إلى عدن

إن كان عندك محض الجود تحسبه … أصلًا من الجود أو فرعًا من المنن

فعد بحنطة بولاق واتبعها … مع ساحل البنِّ غابات من التُّتُن

وافرض بأنك قد قلّدتني عملا … بالهند أجبي صنوف الخَزِّ والقُطُن

وولِّني ساحل البحرين أجلبه … بسوق سعدك بازارًا بلا ثمن


(٣٠٢) الزَّبار: عطر يمني قديم.
(٣٠٣) المندل والرمل هما من الأعمال السحرية التي يلجأ إليها المنجمون والمشعوذون، وهي ليست من الدين بل ينهي عنها الإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>