كيس، وفيه المنّة بمفاتيح قارون، ومقاليد القُلَل والحصون، والوعد بطلسم الأهرام، وكتاب العهد على اليمن والشام، ولم أجد العهد على الصين، ولا فارس وقزوين، وأرض الدروب وفلسطين فحصل لي العجب العجاب، وقمت إلى الجراب، بعد إغلاق الباب، وقد أذكيت المصباح وفَتَّشْتُ إلى الصباح وإذا كتابان، وقد كتبا بالزعفران، وضُمِّخا بالعبير، ولُفَّا في حرير، وفي الأول ملك خراسان، وتقليد الشحر وعُمان إلى إقليم السودان، وما وراء النهر وعبادان، وإليه جزيرة العرب، وغوطة دمشق وحلب، ولم يزل يُنْعم ويَهَب، ويجئ بالعجب، وفي ذيل المنشور، وتمام السطور، تفضَّل بالأقاليم، وأنعم بتاج العز والتكريم:
ثم رتبت دفترا للعطايا … وقسمت البلدان بين الأخلا
قلت ذاك الصديق أعطيه صَنْعا … في بني حمير الكرام الأجِلا
وعلى فارس صديقٌ وأرض الروم … ثانٍ والهند أُوليه خِلّا
حاصل الأمر أن كل محبٍّ … لي على قدر حظه يتولَّى
وأنا في السحاب بيتي وتختي … كل يوم إلى السما يتعلَّى
واقترضنا في الحال ألفين دينارا … نقضي بها هنالك شغلا
واشترينا خمسين عبدًا خصينا … منهموا نصف ذاك إلا أَقَلَّا
واستعرنا لهم ثلاثين قاووقا … على رأسهم وللرِّجْلِ نعلا
ثم ناديتهم وقلت هلموا … فادخلوا هذه الطوالة قبلا
كل شخص منكم حمار يُنَقِّي … ثم شيخ العبيد يركب بغلا
وخذوا ذا السلاح سيفًا ورمحًا … ودروعا تسمو وقوسًا ونبلا
واعرضوا نَفْسَكُم عليَّ فإني … أشتهي العبد في السلاح المحلّا
واقعدوا عند بابنا ثم قولوا … يوم تأتي الحمول أهلا وسهلا