شعره الأصيل فعهد إلى الأستاذ حمزة شحاتة رحمه الله أن يكتب مقدمة لهذه المجموعة، كما أنه حينما أراد إصدار المجموعة الأولى من شعره الفكاهى طلب منى كتابة مقدمة لها واذكر أني كتبت في تقديم هذه المجموعة ولعل اسمها المركاز ما معناه: -
"إذا كان هذا الشعر الفكاهى لا يدخل التاريخ من باب الأدب والشعر فإنه يدخل التاريخ من أوسع أبوابه كفنِّ يصور الحياة الاجتماعية في هذه البلاد في أسلوب ساخر ضاحك فهو يتحدث عن أمور يعانى منها كل فرد - ولا تخلو حياة أى مجتمع من المعاناة - مما يتصل بحياته اليومية في مختلف وجوه هذه الحياة في داخل المنزل، أو في خارجه في السوق، في المدرسة، وفى الدائرة الحكومية، في البيع والشراء، في السفر والإقامة، في متطلبات الحياة اليومية ومشاكلها، وسيعود المؤرخون إلى هذا الشعر الساخر ليجدوا فيه مادة تصف الحياة بل تصف كثيرا من دقائقها وأدوائها مما ينطوى مع الزمن ويتغير مع الأيام" انتهى معنى ما كتبته لهذه المقدمة التي لم يكتب لها النشر فقد عدل قنديل رحمه الله عن نشر الكتابين بالمقدمات التي طلب من أصدقائه كتابتها وعلمت أنه فضَّل أن يقابل القراءُ مؤلفاته دون تقديم وهو رأى له وجاهته على أي حال.
أقول أن هذا الذى كتبته عن هذا الشعر قبل أربعين عاما لا يزال يمثل رأيى في هذا الشعر أو هذا الفن على الأصح فإن هذا الشعر العامى لا يمكن أن يدخل التاريخ الشعر رفيع ولكنه يدخل من أوسع أبواب التاريخ كفن يمثل الحياة الاجتماعية ومشاكلها وكفن يمقل النقد الفنى للحياة إذا جاز هذا الوصف وما تحفل به من مفارقات ومشكلات، وقنديل غنيٌّ بتسعره البدع الأصيل وبفنه الرائع الذى يتجلى في مؤلفاته الشعرية الكثيرة عن إضافة هذه القناديل إلى سعره