للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا حبيبي عشقت حبك لولا مسهده

وعشقت البكاء فيك إذ كنت تسعده

وعشقت الصبا الجميل يرى منك أمره

وعشقت الجفون حبلى بسحر تولده

وعشقت الوصال يدنو إذا شئت مبعده

وغدًا ارتجيه لولاك لم يرتغب غده

وزمانا تضمنا منه إذ نلتقي يده

وسهادا على انتظارك يحلو تعدده

رب غصن إذا طلعت جفاه تأوده

وخلا من ليانه ونآه مُغَرِّده

هذه القصيدة من شعر الغزل تعطينا صورة للشعر الغزلي عند الشاعر، الغزل الحسي الصريح فالحبيب.

ناعس الطرف حلوه … ناعم العود املده

وهو قد اصطفى الشاعر بحبه وصفى له الود معه:

وسقاني بثغره … عَلَلًا لذَّ مورده

قبلا تبعث المنى … بين لحن يردده

والشاعر يعشق هذا الحب لولا ما يجره هذا العشق من السهاد، ويعشق البكاء في الحب إذا كان الحبيب يسعده:

وعشقت الصبا الجميل يرى منك امرده

وعشقت الجفون جبلى تولده

وعشقت الوصال يدنو إذا شئت مبعده

كل هذه عواطف حسية نفتقد معها المعاني الروحية السامية التي تبعثها عاطفة الحب، وهي من أقوى العواطف الإنسانية وأعظمها تأثيرًا في النفوس، ولكن الشاعر هنا يعبر عن مشاعره، وهو صادق في هذا التعبير وفي هذا التعبير صور جميلة تلفت النظر فيقول في وصف غناء الحبيبة:

رب لحن تراه … بالعين رؤيا تجدده

هذا الغناء الذي يحس به السامع يصوره الشاعر رؤيا تراها العين وهو معنى جديد، وفي بيت آخر يصف الجفون المثقلة بالسحر فيقول:

وعشقت الجفون حبلى بسحر تولده

والمعنى جديد كذلك إلا أني لا أستسيغ الجفون الحبلى، حتى وإن كانت مثقلة بالسحر

<<  <  ج: ص:  >  >>