للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأماني ابيك انت تدرين … بما في فؤاده من أماني

أنت لا تعرفين شيئا سوى … الثدي فمصيه في رضى وأمان

ثم يقول:

يا ابنتي أيما أحب إليك … قبلة الأم أم عناق أبيك

لست أدري لكني اتمنى … قبلة استمدهما من فيك

اتسامى بهما إلى الفلك العالي … فاحيا بهما وتنعش روحي

هي رمز الحياة لكنها في … كبر العمر رقصة المذبوح (١)

والقصيدة تعبر عن مشاعر الأبوة التي تعتلج في صدر الشاعر وهو يستقبل هذه الطفلة التي كانت أول ما رزق من الولد.

وقد رزئ حسين سرحان بفقد ولده الوحيد في حادث سيارة ولكني لم أجد له شعرًا في هذا المصاب، ولعله من شعره الذي لم ينشر، فليس أقسى من فقد الولد على الوالد وخاصة إذا كان هو الولد بين أخواته البنات، ويقول أصدقاء حسين سرحان أن الحادث أثَّر في نفسه كثيرًا، ولكني كما ذكرت لم أجد فيما قرأت من شعره المنشور - والغير مطبوع شيئًا في هذا المصاب الأليم.

ولحسين سرحان مقطوعة صغيرة في رثاء أبيه يقول فيها:

أنا لم أهنأ بلقياك أبي … لا بأهْلٍ قلت لي أو مرحب

كنت مثل الشلو ممدودا على … ثبج من غمرات الكرب

رد منك الطرف نحوي فإذا … فيه ايماض كومض السحب

وجرى منه دموع سكبت … في فؤادي أي دمع سكب

أنا أخفيه ولكن كذبت … مهجة ما وصمت بالكذب (٢)

وفي هذه المقطوعة يصف الشاعر حياته مع أبيه الذي كان مبتعدًا عنه يقول في مطلعها:

أنا لم أهنأ بلقياك أبي … لا بأهْلٍ قلت لي أو مرحب

لقد جاء الأب وقد أثقله المرض فلما وقعت عينه على الابن أومضت ايماضة فاضت منها الدموع دموع الولد والوالد، ثم كان الفراق الأخير.

(متى أعيش)

ولحسين سرحان قصيدة نشرت في النصف الثاني من الخمسينات مطلعها:

يا ليت اني بلا عم ولا خال … ولا أحاط بحساد وعذال


(١) شعر حسين سرحان دراسة نقدية ص ٣٨٢.
(٢) أجنحة بلا ريش ص ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>