المستقبل المرجو بما فيه من خير، وذهبت إلى دار المرحوم الشيخ محمد سرور فوجدت الشيخ عبد الرؤوف هناك وأطلعته على الكتاب وقلت إننى لا أعرف كيف وصل الكتاب إلى سموه وإننى محرج لأننى لم أقدمه لسموه شخصيا أو أبعثه إليه ولكنى سعيد بأن الكتاب قد مرَّ بسلام فضحك وقال إننى بعد أن قرأت القصة قدمتها لسموه وألححت عليه أن يقرأها وإننى لسعيد أن يكون سموه قد فعل وكتب إليك مهنئا بها، وإن هذه اللفتات الكريمة من هؤلاء الرجال إنما تدل على علو نفس، وأصالة طبع وكرم أخلاق.
ولقد كان الشيخ عبد الرؤوف رحمه الله دائم التشجيع لى في أعمالى الأدبية وأذكر أن المرحوم الشيخ محمد سرور الصبان أقام حفلة في موسم الحج في الستينات لمجموعة كبيرة من كبار الحجاج المصريين وعلمنا أنه ستلقى فيها بعض الخطب فطلب منى رحمه الله أن أكد شيئا لإلقائه في الحفل ردا على ما سيلقى من كلمات فنظمت على عجل قصيدة كان مطلعها.
هذا الحجاز وهذه مصر … جمعا فكان الماء والزهر
ولا أذكر الآن بقية القصيدة فقد فقدت ضمن ما لقد من شعرى وألقيتها بعد أن انتهى الضيوف من إلقاء كلماتهم وكان الشيخ عبد الرؤوف حاضرا فكان أول المهنئين لي وقال لقد سددت خانة كان لابد وأن تسد فلم يكن من اللائق أن يخطب الخطباء فلا يجدون من يرد التحية بمثلها من قبلنا. وحينما رجعت في اليوم التالى إلى القصيدة وجدت فيها خطأ لغويا لم أتنبه إليه حينما نظمتها بتلك الصورة المستعجلة، وقلت للشيخ عبد الرؤوف إن القصيدة التي هنأتنى كليها كان فيها خطأ لا أغفره لنفسى قال لقد أدركت هذا الخطأ وأنت تلقيها ولكنى أؤكد لك أن أحدا لم يلتفت إليه وأضاف إن مثل هذه الأخطاء تغفر في هذه