للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستدلوا: بما رواه أبو داود وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حديث معقل بن يسار: (اقرؤوا على موتاكم يس) (١) .

والمراد اقرؤوا عليهم في حال الاحتضار - أما بعد الموت فهو بدعة -؛ وذلك لما فيها من ذكر الجنة ونحو ذلك وما يكون فيها من الرجاء فيعظم رجاؤه.

قالوا: وهي سبب لسهولة خروج الروح منه.

لكن الحديث الوارد في ذلك ضعيف، فقد ضعفه الدارقطني وغيره وقال: " لا يصح في هذا الباب شيء " (٢) وهو كما قال، فإن الحديث ضعيف لجهالة في بعض رواته ولاضطراب في سنده.

لذا الراجح هو عدم القول باستحباب ذلك.

فإن قرأها فلا بأس أو قرأ غيرها من الآيات أو السور التي فيها الرجاء ونحو ذلك من غير اعتقاد سنية ذلك فلا بأس.

وقالوا: ويستحب أن يقرأ عليه فاتحة الكتاب.

وهذا أيضاً لا دليل عليه.

وإنما يستحب عند المحتضر أن يذكر له محاسن عمله أي الأعمال الصالحة وأن يذكر له فضل الله ورحمته وأن يفتح له باب الرجاء لئلا يموت إلا وهو يحسن الظن بربه، فقد قال صلى الله عليه وسلم – في مسلم -: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه) (٣)


(١) أخرجه أبو داود في كتاب الجنائز، باب (٢٤) القراءة عند الميت (٣١٢١) قال: " حدثنا محمد بن العلاء وحمد بن مكي المروزي، المعنى، قالا: حدثنا ابن المبارك، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، وليس بالنهدي، عن أبيه، عن معقل بن يسار قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اقرؤوا يس على موتاكم) هذا لفظ ابن العلاء ". وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة كما قال المزي، وابن ماجه في الجنائز (١٤٤٨) باب فيما يقال عند المريض، وقال المنذري: " وأبو عثمان وأبوه ليسا بالمشهورين ". سنن أبي داود [٣ / ٤٨٩] .
(٣) أخرجه مسلم في كتاب الجنة، باب (١٩) الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت (٢٨٧٧) .