للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

واعلم أن السنة في الصدقة الإسرار قال تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم} (١) .

وقد ثبت في أبي داود بإسناد جيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة) (٢) .

وقد ثبتت الأدلة بفضيلة الإسرار بالقرآن أي بين الناس وأن المصلي يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض في القرآن كما ثبت هذا في مسند أحمد وغيره بإسناد صحيح (٣) .

وقد قال صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: (ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) (٤) .

لكن إن اقتضت المصلحة الجهر فهو مستحب كأن يأمن على نفسه من الرياء ويأمن على الفقير من ظهور حاجته إلى الناس ونحو ذلك ويكون في ذلك مصلحة الاقتداء ونحوه فإن ذلك يكون أفضل.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم – كما في الصحيح – فيمن تصدق أمام الناس وكان قدوة في ذلك: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة) (٥) .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

والحمد لله رب العالمين.

تم بحمد الله تعالى شرح كتاب الزكاة من زاد المستقنع، لفضيلة الشيخ: حمد بن عبد الله الحمد، حفظه الله تعالى ونفع به. (٦)


(١) سورة البقرة.
(٢) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب (٣١٥) في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل (١٣٣٣) .
(٤) أخرجه البخاري في كتاب الأذان، باب (٣٦) من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد (٦٦٠) وانظر في الزكاة باب (١٣) ، ومسلم (١٠٣١) بقلب في لفظ الشمال.
(٥) أخرجه مسلم في كتاب الزكاة، باب (٢٠) الحث على الصدقة ولو بشق تمرة أو كلمة طيبة.. (١٠١٧) بلفظ: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن..) .
(٦) مسألة:

حكم زكاة الأسهم؟
إن كانت محرمة فلا زكاة فيها، لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً.
وإن كانت مباحة ففيها أقوال:
القول الأول: إن كانت أسهم في مصانع وعقارات ونحوها التي لا يقصد منها البيع والشراء، فليس في رأس مالها زكاة، بل في الربح متى حال عليه الحول وبلغ النصاب.
وإن كانت في شركات تجارية، ففي رأس المال مضافاً إليه الربح الزكاة.
القول الثاني: أن في جميعها الزكاة؛ لأنها عروض تجارة.
القول الثالث: إن كان يقصد بهذه الأسهم أن يبيع ويشتري، ففيها الزكاة. وإن كان يقصد ـم يضعها ويحصل على الربح ولا يريد بيعها وشراءها فلا زكاة إلا في الربح بالشروط السابقة.
ملاحظة:
إن لم يستخدم المال حتى حال عليه الحول فالذي ينبغي القول فيه: وجوب الزكاة، كما تفعل بعض الشركات تحبس المال لمدة سنة أو أكثر ....
المراجع:
فتاوى الزكاة لابن جبرين.
فقه الزكاة للقرضاوي.
شريط " الزكاة " لمحمد بن صالح المنجد.
كيف تؤدي زكاة أموالك للطيار.