للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واعلم أنه يستحب للإمام أن يخطب الناس يوم النحر، ففي البخاري من حديث ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم: (خطب الناس يوم النحر) (١) .

وليس هي خطبة العيد، لأنها إنما تشرع لأهل الحاضرة والمقيمين.

ويستحب له أن يعلمهم مناسكهم فيه، ففي سنن أبي داود من حديث عبد الرحمن بن معاذ قال: (خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم بمنى ففتحت أسماعنا له حتى كنا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا فطفق يعلمهم مناسكهم حتى بلغ رمي الجمار فوضع أصبعيه السباحتين " أي بعضهما على بعض " وقال: بحصى الخذف) (٢) .

ويستحب أن يكون ضحى لما ثبت في أبي داود من حديث رافع المزني قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس بمنى حتى ارتفع الضحى وهو على ناقته الشهباء وعلي يعبِّر عنه " أي يبلغ عنه " والناس بين قاعد وقائم) (٣) .

فإذن المستحب للإمام أن يخطب الناس يوم النحر فيعلمهم مناسكهم.

وفي ابن خزيمة أن النبي صلى الله عليه وسلم: (قلم أظافره بعد التحلل)

والحمد لله رب العالمين.

فصل

قال: (ثم يفيض إلى مكة ويطوف القارن والمفرد بنية الفريضة طواف الزيارة)

يطوف القارن والمفرد بنية طواف الزيارة.

وأما المتمتع فإنه يطوف طواف القدوم ثم طواف الزيارة فيما نص عليه الإمام أحمد.

فقد نص – رحمه الله تعالى – على أن المتمتع والقارن والمفرد إن لم يطف طواف القدوم يستحب لهما أن يطوفا طواف القدوم يوم النحر ثم يطوفا طوافاً آخر وهو طواف الزيارة الذي هو ركن الحج.


(١) أخرجه البخاري باب الخطبة أيام منى رقم ١٧٣٩.
(٢) أخرجه أبو داود باب ما يذكر الإمام في خطبته بمنى من كتاب المناسك، رقم ١٩٥٧ بلفظ: " خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن.. السبابتين
(٣) أخرجه أبو داود باب أي وقت يخطب يوم النحر رقم ١٩٥٦ بلفظ: " رأيت ... على بغلة شهباء ... ".

<<  <  ج: ص:  >  >>