للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستدلوا: على ثبوت النقض بالنوم بحديث صفوان بن عسال وفيه: (ولكن من غائط وبول ونوم) (١) فدل على أن النوم ناقض للوضوء.

وأما كونهم فرقوا بين نوم القاعد والقائم وبين غيرهما، فجعلوا يسير نوم القاعد والقائم ليس بناقض، وأما يسير نوم المضطجع فإنه ناقض: استدلوا: بما رواه مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك قال: (كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ينامون ثم يصلون ولا يتوضئون) (٢) وفي رواية لأبي داود: (حتى تخفق رؤوسهم) (٣) أي حتى تضرب أذقانهم على صدورهم.

قالوا: هذا نوم قاعدين، فهم كانوا فيما يرى الحنابلة - ومن وافقهم – أنهم كانوا قاعدين، ولا شك أن رواية أبي داود تشير إلى هذا.

وأما القائم فيما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس قال: (فجعلت كلما أغفيت يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بشحمة أذني يفتلها) (٤)


(١) أخرجه الخمسة إلا أبا داود كما تقدم ص ٢.
(٢) أخرجه مسلم في آخر كتاب الطهارة، (٣٧٦) . وأخرج الترمذي نحوه برقم ٧٨، سنن أبي داود مع المعالم [١ / ١٣٨]
(٣) أخرجه أبو داود في كتاب الطهارة، باب في الوضوء من النوم (٢٠٠) قال: " حدثنا شاذُّ بن فيَّاض، حدثنا هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله وعليه وسلم ينتظرون العشاء الآخرة حتى تخفق رؤوسهم ثم يصلون ولا يتوضؤون ".
(٤) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل (١٢٧٧) [انترنت / موقع الإسلام / بواسط ردادي] قال: وحدثنا محمد بن رافع حدثنا ابن أبي فديك أخبرنا الضحاك عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس قال:

بت ليلة عند خالتي ميمونة بنت الحارث فقلت لها إذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأيقظيني فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت إلى جنبه الأيسر فأخذ بيدي فجعلني من شقه الأيمن فجعلت إذا أغفيت يأخذ بشحمة أذني قال فصلى إحدى عشرة ركعة ثم احتبى حتى إني لأسمع نفسه راقدا فلما تبين له الفجر صلى ركعتين خفيفتين "
وأخرجه البخاري في مواضع من صحيحه بألفاظ مختلفة لكن دون قوله " أغفيت "، انظر الأحاديث (٧٤٥٢) (١١٧) (٦٢١٥) .